الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبۡعَثَنَّ عَلَيۡهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَن يَسُومُهُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} (167)

ثم قال تعالى : { وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة }[ 167 ] .

روى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش : ( تأذن ) ، بتسهيل الهمزة{[25853]} .

والمعنى : واذكر ، يا محمد ، إذ أعلم ربك{[25854]} .

فمعنى { تأذن } : أَعْلَمَ ، والعرب تقول : " تعلم " بمعنى " أعلم " {[25855]} .

وقال مجاهد { تأذن } : قال{[25856]} .

وقال قتادة { تأذن ربك } : أمر ربك{[25857]} .

ومعنى : { ليبعثن عليهم }[ 167 ] .

أي : ليبعثن على اليهود { من يسومهم سوء العذاب }[ 167 ] ، وهو قتلهم إن لم يؤدوا الجزية ، وذلتهم إن ودوها{[25858]} .

قال ابن عباس : هي الجزية ، والذين يسومونهم{[25859]} : محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمته ، إلى يوم القيامة{[25860]} .

قال ابن المسيب : يستحب أن يبعث الأنباط في الجزية{[25861]} .

{ إن ربك لسريع العقاب }[ 167 ] .

أي : لمن استوجب منهم العقوبة .

{ وإنه لغفور رحيم }[ 167 ] .

أي : لساتر{[25862]} ذنوب من تاب ، متعطف عليه{[25863]} .


[25853]:إتحاف فضلاء البشر 2/67.
[25854]:جامع البيان 13/204، بلفظ: "...، إذ آذن ربك وأعلم. وهو "تفعل" من "الإيذان"،...".
[25855]:معاني القرآن للزجاج 2/387، بتصرف. وقال في تفسير مشكل الغريب 176: {وإذ تأذن ربك}، أي: أعلم. وزاد ابن قتيبة في غريبه 174 "...، وهو من آذنتك بالأمر. انظر: المحرر الوجيز 2/471، وتفسير القرطبي 7/197، والدر المصون 3/364، وفتح القدير 2/296.
[25856]:التفسير 345، وتفسير هود بن محكم الهواري 2/56، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1603، والدر المنثور 3/592.
[25857]:هو منسوب إلى مجاهد في جامع البيان 13/204. ولم أجده فيما لدي من مصادر معزوا إلى قتادة. وتنظر: أقوال أخرى في زاد المسير 3/279، والبحر المحيط 4/412.
[25858]:جامع البيان 13/204، 205، بتصرف.
[25859]:في "ج" زيادة: "سور العذاب".
[25860]:جامع البيان 13/205، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1604، وتفسير ابن كثير 2/259، وفيه: "وكذا قال سعيد بن جبير، وابن جريج، والسدي، وقتادة"، والدر المنثور 3/596. وينظر: زاد المسير 3/279.
[25861]:تفسير عبد الرزاق الصنعاني 2/240، وجامع البيان 13/207، وتفسير الماوردي 2/273، وانظر فيه: تعليل استحباب ابن المسيب، وتفسير ابن كثير 2/259. يستحب، لحق في ج.
[25862]:في "ر": لستار.
[25863]:انظر: جامع البيان 13/207، فالفقرة مستخلصة منه. وفي الأصل، و"ر" بعد: "متعطف عليه": تم الجزء وفي "ج": "بسم الله الرحمن الرحيم".