الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَهۡوٗا وَلَعِبٗا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰهُمۡ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوۡمِهِمۡ هَٰذَا وَمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ} (51)

{ الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا }[ 51 ] .

أي : سخرية ولعبا{[23881]} ؛ لأنهم كانوا إذا دعوا إلى الإيمان سخروا ممن دعاهم إليه وهزأوا به{[23882]} .

وقوله : { وغرتهم الحياة الدنيا }[ 51 ] .

أي : خدعتهم بعاجل ما فيها من العيش والدعة ، عن الأخذ بنصيبهم من الآخرة{[23883]} .

{ فاليوم ننساهم }[ 51 ] .

أي : نتركهم في العذاب جياعا عطاشا{[23884]} .

{ كما نسوا لقاء يومهم هذا }[ 51 ] .

أي : كما تركوا العمل للقاء{[23885]} يومهم هذا{[23886]} ، وكما كانوا بآياتنا يجحدون{[23887]} ، أي : بحجتنا وعلاماتنا{[23888]} .

ولا يوقف على { يومهم هذا } ؛ لأن { وما } معطوف على { ما } الأولى{[23889]} .


[23881]:جامع البيان 12/474.
[23882]:من: لأنهم، إلى: وهزأوا به. هو قول ابن عباس، كما في صحيفة علي بن أبي طلحة 228، وجامع البيان 12/475، وتمامه فيهما: اغترارا بالله.
[23883]:جامع البيان 12/475، بتصرف يسير، وتمام نصه: حتى أتتهم المنية.
[23884]:جامع البيان 12/475، بتصرف يسير.
[23885]:في الأصل: اللقاء، وهو تحريف، وصوابه من جامع البيان، الذي ينقل عنه مكي، رحمه الله.
[23886]:جامع البيان 12/475، وتمام نصه: "ورفضوا الاستعداد له بإتعاب أبدانهم في طاعة الله".
[23887]:جامع البيان 12/476. قال في مشكل إعراب القرآن: 1/293: "قوله: {وما كانوا بآياتنا}، "ما" في موضع خفض عطف على "ما" الأولى. انظر: تفسير هود بن محكم الهواري 2/22، فقد جعل "ما" الثانية نافية، ولا مستند له في ذلك، فهي مصدرية في الموضعين معا، والتقدير كنسيانهم وكونهم جحدوا بآيات الله، كما في تفسير القرطبي 7/139، والبحر المحيط 4/308.
[23888]:انظر: جامع البيان 12/476.
[23889]:انظر: القطع والائتناف 335، ومنار الهدى في الوقف والابتداء 146. وفي الأصل: الأول.