الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ} (5)

- ثم قال تعالى : ( وأذنت لربها وحقت )

أي : وسمعت الأرض أمر ربها في إلقائها ما في بطنها من الموتى على ظهرها وحققها الله للاستماع {[74641]} .

وقيل : معناه وحق لها أن تسمع أمره {[74642]} .

5

وقيل الجواب : ( وأذنت لربها ) {[74643]} ، و [ الواو ] {[74644]} زائدة ، أي : إذا السماء انشقت ( أذنت لربها {[74645]} .

وقيل : الجواب محذوف . والتقدير : ( إذا السماء انشقت ) {[74646]} رأيت الثواب والعقاب {[74647]} .

وقال المبرد : التقدير {[74648]} : إذا السماء انشقت ، فأما من أوتي كتابه بيمينه {[74649]} .


[74641]:انظر: جامع البيان 30/114.
[74642]:هو قول الأخفش في معانيه 2/735.
[74643]:أ: لربها وحقت.
[74644]:ساقط من م.
[74645]:حكاه المبرد في المقتضب 2/80 واعتبره أبعد الأقاويل وحكاه أيضاً ابن الأنباري في إعرابه 2/503 والبغوي في المعالم 7/224.
[74646]:ما بين قوسين كتبه الناسخ في "أ" قبل قوله: "وهذا لا يجوز لأن الكدح..." ثم جعل فوقه خطوطاً صغيرة وفوق آخر كلمة حرف خ، ولعله يَقصد أنه خطأ أو أنه ينبغي أن يؤخر. غير أنه لم يكتبه بعد ذاك في مَوضعه ولا أشار بعلامة ترشد إلى ذلك.
[74647]:ث: والعذاب، وهذا قول الفراء في معانيه 3/250 وقول الطبري في جامع البيان 30/114 قال: "ترك –أي الجواب- استغناء بمعرفة المخاطبين به بمعناه ومعنى الكلام: إذا السماء انشقت رأي الإنسان ما قدم من خير أو شر. وقد بين ذلك قوله: (يأيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه) والآيات بعدها".
[74648]:أ: والتقدير.
[74649]:انظر: المقتضب 2/89 حيث حكى هذا القول واستدل له "بأن الفاء وما بعدها جواب. كما تكون جواباً في الجزاء، لأن "إذا" في معنى الجزاء وهو كقولك: إذا جاء زيد. فإن كلّمك فكلّمه" قال: "وهذا قول حسن جميل".