الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحٗا فَمُلَٰقِيهِ} (6)

5

- ثم قال تعالى : ( يا أيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )

أي : إنك عامل إلى ربك عملا {[74650]} في دنياك {[74651]} فأنت ملاقيه خيرا كان أو شرا ، فليكن عملك ما ينجيك من عقابه ويوجب لك ثوابه {[74652]} .

قال قتادة : " إن كدحك {[74653]} لك يا ابن آدم [ لضعيف ] {[74654]} فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل ، ولا قوة إلا بالله " {[74655]} . [ قال ] {[74656]} ابن عباس وابن زيد وغيرهما : كادح : عامل {[74657]} .

والوقف في أول هذه السورة على مقدار ما تقدم {[74658]} من جواب ( إذا ) والعامل فيها ، فلا تقف على ما قبل الجواب ولا ما قبل {[74659]} العامل . وقد ذكر الاختلاف في ذلك {[74660]} .


[74650]:أ: إنك عامل إلى ربك كدحاً فملاقيه أي إنك عامل إلى ربك عملاً.
[74651]:أ: الدنيا.
[74652]:انظر: جامع البيان 30/115.
[74653]:ث: كدحدلك.
[74654]:في جميع النسخ "الضعيف" والتصويب من الطبري.
[74655]:جامع البيان 30/115 وتفسير ابن كثير 4/521.
[74656]:م: وتقول.
[74657]:انظر: جامع البيان 30/115 حيث أخرجه أيضاً عن قتادة. وهو قول الضحاك أيضاً في الدر 8/456.
[74658]:أ: على ما تقدر.
[74659]:: ولا ما على قبل.
[74660]:يقصد الاختلاف في الجواب وقد مضى، وانظر: بيان هذا الوقف في القطع 770 وقد اعتبر أصح الأجوبة أنه إلغاء في (فأَمَّا) وعليه فإن الوقف يكون على (وينقلب إلى أهله مسرورا).