ثم قال تعالى : ( لتركبن طبقا عن طبق )
هذا جواب القسم . والمعنى- على قراءة من ضم الباء- ( لَتَرْكَبُنَّ ) {[74762]} أيها الناس حالا بعد حال . والإنسان المتقدم ذكره بمعنى الناس ، لأنه اسم للجنس ، فعليه يعود الضمير في ( لتركبن ) لأنه قد تقدم ذكرهم في قوله : ( فأما من اوتي كتابه بيمينه ) وشماله {[74763]} ، وتأخر {[74764]} أيضا ذكره في قوله : ( فما لهم لا يومنون ) ، فلا يصرف الخبر عنهم في ( لتركبن ) إلى غيرهم إلا بدليل .
وقال ابن زيد : معناه ( لتركبن ) أيها الناس الآخرة بعد الأولى {[74765]} . فأما من فتح الباء {[74766]} فإنه جعله مصروفا إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
والمعنى : لتركبن –يا محمد- سماء بعد سماء ، وهو قول الحسن وأبي العالية والشعبي {[74767]} .
وقيل : التقدير لتركبن- يا محمد- الأمور بتغيرها {[74768]} حالا بعد حال {[74769]} .
[ وقيل : المعنى لتركبن الأمور حالا بعد حال فتكون الأمور فاعلة ، [ والتاء لتأنيث ] {[74770]} الجمع . وهو قول مجاهد ] {[74771]} .
وقيل المعنى : لتركبن السماء في تشققها وتلونها حالا بعد [ حال ] {[74772]} فيكون الفعل للسماء . وهو قول ابن مسعود {[74773]} . وقال : مرة كالدهان ومرة تشقق {[74774]} .
وكان ابن عباس يقرأ بفتح الباء ( ويقول : يعني نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : حالا بعد حال {[74775]} .
وقال ابن زيد : معنى ذلك : لتركبن يا محمد الآخرة بعد الأولى {[74776]} . وقيل : القراءة بفتح الباء ) {[74777]}على مخاطبة الإنسان على اللفظ ، أي لتركبن أيها الإنسان حالا بعد حال ، من مرض وصحة وشباب وهرم .
فتكون على هذا القراءتان [ ترجعان ] {[74778]} إلى معنى ، إلا أن أحدهما حملت على المعنى فأتت بلفظ الجمع ، والأخرى حملت على اللفظ فجاءت بلفظ التوحيد .
وحكى الفراء أنه يقال : وقع في بنات طبق ، إذا وقع في أمر شديد {[74779]} . ويقال : مضى طبق من الناس ومضت طبقة وجاءت طبقة .
سموا {[74780]} طبقا لأنهم يطبقون الأرض .
وقد روي عن بعضهم [ أنه ] {[74781]} قرأ بالياء وضم الباء {[74782]} على الإخبار عن الناس أنهم سيركبون حالا بعد حال من الشدائد والأهوال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.