الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (31)

{ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا [ من دون الله ] }{[28540]}[ 31 ] .

الأحبار : العلماء{[28541]} .

والرهبان : العباد{[28542]} ، أصحاب الصوامع{[28543]} .

{ أربابا } : أي سادة ، يطيعونهم{[28544]} في المعاصي ، فيحلون ما حرم الله عز وجل ، ويحرمون ما أحل الله ، سبحانه ، ولم يكونوا يعبدونهم ، إنما كانوا يطيعونهم فيما لا يجوز ، ولا يحل{[28545]} .

وقوله : { والمسيح }[ 31 ] .

أي : واتخذوا المسيح ربا{[28546]} .

{ وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون }[ 31 ] .

[ أي ]{[28547]} : تنزيها له وتطهيرا{[28548]} من شركهم{[28549]} .


[28540]:زيادة من "ر".
[28541]:جامع البيان 14/208، وفيه: "واحدهم "حَبْرٌ" و"حِبْرٌ" بكسر الحاء منه وفتحها. انظر: تفسير "الأحبار" فيما سلف من تفسير مكي: سورة المائدة آية 46، وأحكام ابن العربي 2/926، والمحرر الوجيز 3/25، وتفسير القرطبي 8/67.
[28542]:في الأصل: العابد.
[28543]:في جامع البيان 14/209: "وهم أصحاب الصوامع وأهل الاجتهاد في دينهم منهم...".
[28544]:في الأصل: يضيفونهم، وهو تحريف.
[28545]:انظر: الآثار الواردة في هذا المعنى في جامع البيان 14/209-213.
[28546]:في التبيان 2/641: "...فحذف الفعل وأجد المفعولين. ويجوز أن يكون التقدير: وعبدوا المسيح". انظر: الدر المصون 4/409.
[28547]:زيادة من "ر".
[28548]:في الأصل: وتظهيرا، بالظاء المعجمة، وهو تصحيف.
[28549]:هاهنا إيجاز يوضح بما في جامع البيان 14/213.