الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَٰلِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡۖ يُضَٰهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} (30)

قوله {[28523]} : { وقالت اليهود عزير ابن الله } ، إلى قوله : { يشركون }[ 30 ، 31 ] .

{ عزير } : مرفوع بإضمار مبتدأ ، أي : صاحبنا عزير ، و{ ابن } : نعت له ، فيكون حذف التنوين لكثرة الاستعمال {[28524]} .

ويجوز أن يكون { ابن } ، خبرا [ عن ] {[28525]} { عزير } ، ويكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين {[28526]} .

وكلا الوجهين في قراءة من نوّن عزيرا {[28527]} .

وقال أبو حاتم لو قال قائل : إن عزيرا اسم أعجمي لا يتصرف جاز {[28528]} .

وهو عند النحويين عربي مشتق ، من : عزره يعزره {[28529]} ومنه قوله : { {[28530]}وتعزروه وتوقروه } {[28531]} .

{ ذلك قولهم بأفواههم }[ 30 ] .

أي : لا بيان عندهم بما يقولون ، ولا برهان ، وإنما هو قول لا غير {[28532]} .

{ يضاهون قول الذين كفروا }[ 30 ] .

أي : يشبهون قولهم بقولهم ، وهم {[28533]} اليهود الذين قالوا : { عزير ابن الله } ، [ سبحانه وتعالى ] {[28534]} ، أي : يشبه قول هؤلاء النصارى في الكذب على الله ، ( تعالى ) {[28535]} ، قول من تقدمهم في " العزير " من اليهود {[28536]} .

وقيل المعنى : إن من كان على/عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، من اليهود والنصارى قولهم يشبه قول أوليهم {[28537]} .

{ قاتلهم الله }[ 30 ] .

أي : لعنهم الله {[28538]} .

{ أنى يوفكون }[ 30 ] .

أي : من أين يصرفون عن الحق {[28539]} .


[28523]:زيادة من "ر".
[28524]:تفصيل ذلك في مشكل إعراب القرآن 1/326، والكشف 1/501، وإعراب القرآن للنحاس 2/210.
[28525]:زيادة من "ر".
[28526]:مشكل إعراب القرآن 1/327، والكشف 1/501.
[28527]:وهي قراءة عاصم، والكسائي، الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/501، وكتاب السبعة في القراءات 313، وإعراب القراءات السبع وعللها 1/236، وحجة القراءات 316، وهي الاختيار في معاني القرآن للأخفش 1/356، وجامع البيان 14/205، ومعاني القرآن للزجاج 2/442، والمحرر الوجيز 3/24. وباقي السبعة بغير تنوين، ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية، كما في البحر المحيط 5/32، انظر: معاني القرآن للفراء 1/431، 432، وإعراب القراءات السبع 1/236، وما بعدها.
[28528]:قال في مشكل إعراب القرآن 1/327: "وأجاز أبو حاتم أن يكون {عزير}، اسما أعجميا لا ينصرف، وهو بعيد مردود، لأنه لو كان أعجميا لانصرف، لأنه على ثلاثة أحرف، وياء التصغير لا يعتد بها...". وهو رد النحاس في إعراب القرآن 2/210.
[28529]:وعزر، عزرا، وعزَّرة، وقواه ونصره. اللسان/عزر.
[28530]:الفتح آية 9.
[28531]:هو طرف من الرد السالف ذكره على أبي حاتم في مشكل إعراب القرآن 1/327، بلفظ: "...ولأنه عند كل النحويين عربي مشتق..."، وإعراب القرآن للنحاس 2/210، انظر: البحر المحيط 5/32.
[28532]:قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه 2/443، "إن قال قائل: كل قول هو بالفم، فما الفائدة في قوله: {بأفواههم}، فالفائدة فيه عظيمة بينة، المعنى: أنه ليس فيه بيان ولا برهان، وإنما هو قول بالفم لا معنى تحته صحيح؛ لأنهم معترفون بأن الله لم يتخذ صاحبة، فكيف يزعمون له ولد، فإنما هو تكذب وقول فقط". انظر: أحكام ابن العربي 2/926، وتفسير القرطبي 8/75.
[28533]:في الأصل حرف إلى: وهو. وأصل المضاهاة في اللغة: المشابهة، واشتقاقه من قولهم: امرأة ضهياء، وهي التي لا ينبت لها ثدي، وقيل: هي التي لا تحيض. وإنما معناه أنها أشبهت الرجال في أنها لا ثدي لها، وكذلك إذا لم تحض"، كما في معاني القرآن للزجاج 2/443.
[28534]:زيادة من "ر".
[28535]:ما بين الهلالين ساقط من "ر".
[28536]:انظر: جامع البيان 14/205، 206.
[28537]:هو قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن 184.
[28538]:هو تفسير ابن عباس، في جامع البيان 14/207، وزاد: "وكل شيء في القرآن "قتل" فهو: لعن"، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1783، وتفسير البغوي 4/38، وتفسير ابن كثير 2/388، والدر المنثور 4/173. و"قاتل" هاهنا بمعنى: قتل. انظر: مجاز القرآن 1/256، وجامع البيان 14/207، والمحرر الوجيز 3/25، والبحر المحيط 5/32، وفي تفسير الماوردي 2/353، وزاد المسير 3/425، أقوال أخرى، فتأملها.
[28539]:زاد المسير 3/425، وينظر المحرر الوجيز 3/25.