ثم قال تعالى آمرا {[28494]} للمؤمنين : { قاتلوا الذين لا يومنون بالله }[ 29 ] ، الآية ، أي : قاتلوهم حتى يعطوكم الجزية ، من أهل الكتاب كانوا {[28495]} أو من غيرهم .
و " الجزية " ك : " القعدة " و " الجلسة " {[28496]} ، وجمعها : جِزى ، ك : " لِحى " {[28497]} ، فهو من " جزى {[28498]} فلان فلانا ما عليه " : إذا قضاه .
وهي الخراج عن الرقاب {[28499]} .
ومعنى : { عن يد }[ 29 ] ، أي : عن {[28500]} يده إلى يد من يدفعه إليه {[28501]} .
وقيل : { عن يد } : عن إنعام {[28502]} منكم عليهم إذا رضيتم بالجزية وأمنتموهم في نفوسهم وأموالهم وذراريهم {[28503]} .
وقيل : { عن يد } : نقدا لا نسيئة {[28504]} .
وقيل : يؤدونها بأيديهم لا يوجهون بها كما يفعل الجبار {[28505]} .
وأهل اللغة يقولون : عن قهر وقوة {[28506]} .
أي : أذلاء مقهورون {[28507]} .
فهذه الآية نزلت في حرب الروم ، فغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد نزولها غزوة تبوك . قاله مجاهد {[28508]} .
قال عكرمة : { و {[28509]}هم صاغرون } : هم قائمون [ {[28510]} وأنت جالس ] {[28511]} .
وقال ابن عباس : يمشون بها {[28512]} ملببين {[28513]} .
وهذه الآية ناسخة للعفو عن المشركين . قاله ابن عباس {[28514]} .
هي ناسخة لقوله : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } {[28515]}[ 5 ] .
وأجمع علماء الأمصار على أخذ الجزية من المجوس {[28516]} .
وكان مالك يرى : أخذ الجزية من سائر أهل الشرك {[28517]} ، وحكمهم عنده حكم المجوس ، تؤخذ منهم الجزية ، ولا ينكح نساؤهم {[28518]} ، ولا تؤكل ذبائحهم {[28519]} .
وتوضع الجزية عمن أسلم عند مالك ولم يبق من السنة إلا يوم واحد {[28520]} .
وتؤخذ الجزية من أهل الورق {[28521]} : أربعون درهما ، ومن أهل الذهب : أربعة دنانير ، وهي فرض عمر {[28522]} رضي الله عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.