الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱنفِرُواْ خِفَافٗا وَثِقَالٗا وَجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (41)

قوله تعالى : { انفروا خفافا وثقالا } ، إلى قوله : { لكاذبون }[ 41 ، 42 ] .

المعنى في قول الحسن : { انفروا } ، شبانا وشيوخا ، وهو قول عكرمة ، وأبي صالح{[28812]} .

وروي عن أبي طلحة{[28813]} : { انفروا } ، شبانا وكهولا ، وكذلك قال الضحاك ، ومقاتل بن حيان{[28814]} .

وروى سفيان ، عن منصور عن الحكم { انفروا } : مشاغيل وغير مشاغيل{[28815]} .

وعن أبي صالح أن المعنى { انفروا } ، أغنياء وفقراء{[28816]} .

وعن ابن عباس وقتادة { انفروا } ، نشاطا وغير نِشاط{[28817]} .

وقال الأوزاعي المعنى { انفروا } ، [ ركبانا ومشاة{[28818]} .

وفيه قول سابع قاله ابن{[28819]} زيد أن المعنى { انفروا }{[28820]} ] : من كان ذا ضيعة ومن [ كان ] غير ذي ضيعة ، ف " الثقيل " الذي له ضيعة يكره أن يتكر ضيعته ، و " التخفيف " : الذي لا ضيعة عنده تمنعه من الخروج{[28821]} .

وفيه قول ثامن مروي عن الحسن أن المعنى : في العسر{[28822]} واليسر{[28823]} .

وفيه قول تاسع قاله زيد بن أسلم : أن المعنى " الثقيل " : الذي له عيال ، و " الخفيف " : الذي لا عيال له{[28824]} .

وقد قيل : إن هذه الآية منسوخة بقوله : { وما كان المومنون لينفروا [ كافة ]{[28825]} }{[28826]}[ 123 ] .

وقيل : هي محكمة{[28827]} .

أمر الله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج معه على كل حال{[28828]} .

{ وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم }[ 41 ] .

أي : ابذلوهما في الجهاد .

{ ذلكم خير لكم }[ 41 ] .

أي : في معادكم وعاجلكم وآجلكم ، فالعاجل : الغنيمة ، والآجل : الأجر والرضى من الله ، عز وجل .


[28812]:التفسير 1/415، وجامع البيان 14/262.
[28813]:جامع البيان 14/263، وزاد المسير 3/442، وفيه "رواه أنس عن أبي طلحة، وبه قال الحسن، والشعبي، وعكرمة، ومجاهد، وأبو صالح
[28814]:جامع البيان 14/262-264.
[28815]:جامع البيان 14/265، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1803، وتفسير البغوي 4/54، وتفسير الماوردي 2/365، وتفسير ابن كثير 4/359، والدر المنثور 4/208، وفتح القدير 2/415.
[28816]:جامع البيان 14/266.
[28817]:جامع البيان 14/266، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1802، 1803، وزاد المسير 3/442، وزاد نسبته إلى مقاتل، وتفسير ابن كثير 2/359.
[28818]:جامع البيان 14/266، وتفسير الماوردي 3/265.
[28819]:في "ر": بن.
[28820]:زيادة من "ر".
[28821]:تفسير ابن أبي حاتم 6/1803، وتفسير ابن كثير 2/359، والدر المنثور 4/208، وفتح القدير 2/415.
[28822]:جامع البيان 14/266، بتصرف في بعض ألفاظه. وهو في تفسير الماوردي 2/365، وتفسير البغوي 4/53، وزاد المسير 3/442، باختصار.
[28823]:في "ر": المعسر.
[28824]:تفسير الماوردي 2/365، وزاد المسير 2/442، وفيه أقوال أخرى، تنظر: في تفسير الماوردي 2/365، 366، وتفسير البغوي 4/53، 54، وأحكام ابن العربي 2/954، وزاد المسير 3/442، 443، وتفسير القرطبي 8/96، والبحر المحيط 5/46، وهي كلها، كما يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره 2/359: "من مقتضيات العموم في الآية. وهذا اختيار ابن جرير".
[28825]:ما بين الهلالين ساقط من "ر".
[28826]:وهو قول ابن عباس، وعكرمة في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه 315، وابن عباس دون عكرمة في الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد 205، والناسخ والمنسوخ لابن العربي 248، ونواسخ القرآن 366.
[28827]:ومن الذين قالوا بالإحكام ابن العربي في الأحكام 2/994، 995، والقرطبي في التفسير 8/96. وهو مذهب الجمهور في المحرر الوجيز 3/37، والبحر المحيط 5/46.
[28828]:في قيله، رحمه الله، إشارة إلى احتمال كل الأقوال التي أوردها في تفسير الآية، فتنبه، انظر: جامع البيان 14/269.