الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةٗ وَلَٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ} (46)

قوله تعالى : { ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة{[28869]} }[ 46 ] .

والمعنى : ولو أراد هؤلاء الذين استأذنوك في التخلف الخروج معك ، { لأعدوا له عدة } ، أي : لتأهبوا للسفر{[28870]} .

{ ولكن كره الله انبعاثهم }[ 46 ] .

أي : خروجهم{[28871]} .

{ فثبطهم }[ 46 ] .

أي : فثقل عليهم الخروج{[28872]} ، حتى استحسنوا القعود ، وسألوا فيه{[28873]} .

{ وقيل اقعدوا }[ 46 ] .

أي : زين لهم ذلك .

ف : { اقعدوا مع القاعدين }[ 46 ] ، أي : مع المرضى والضعفاء الذين لا يجدون ما ينفقون ، ومع النساء والصبيان{[28874]} .

والذين استأذنه هو : عبد الله بن أبي سلول ، ومن كان مثله{[28875]} .

والفاعل المحذوف من { وقيل }{[28876]} ، ذُكر أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه هو سمح لهم في التخلف{[28877]} .

ويجوز أن يكون المعنى : وقال لهم أصحابهم هذا{[28878]} .


[28869]:في الأصل: زيادة: {ولكن}.
[28870]:جامع البيان 14/276، باختصار.
[28871]:جامع البيان 14/276، باختصار.
[28872]:في "ر: في الخروج.
[28873]:انظر: جامع البيان 14/276، 277.
[28874]:جامع البيان 14/277.
[28875]:في جامع البيان 14/277: "وذكر أن الذين استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في القعود كانوا: عبد الله ابن أبي سلول، والجد بن قيس، ومن كان على مثل الذي كانا عليه".
[28876]:في المخطوطتين: "قيل"، وأثبت نص التلاوة، وفي الأصل: "قيل" إنه ذكر....، وفيه اضطراب العبارة.
[28877]:إعراب القرآن للنحاس 2/218، وينظر تفسير الماوردي 2/368، والكشاف 2/263، وفي عبارته نزعة اعتزالية، وزاد المسير 3/446، وتفسير الرازي 8/82، والبحر المحيط 5/50.
[28878]:إعراب القرآن للنحاس 2/218، وتنظر: المصادر السالف ذكرها، ص825، هامش:7.