ثم قال حكاية عنهم : { يحلفون بالله ما قالوا }[ 74 ] ، وذلك أن رجلا من المنافقين ، يسمى : الجُلاس بن سويد بن الصامت ، قال : إن كان ما جاء به محمد{[29294]} حقا ، لنحن شر من الحمير ، فقال له ابن امرأته ، واسمه عمير بن سعد{[29295]} ، : والله ، إن محمدا صلى الله عليه وسلم لصادق ، ولأنت شر من الحمار ، والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بما قلت وإلا{[29296]} أفعل أخاف أن تصيبني قارعة وأؤخذ بخطيئتك ، فأعلم الله النبي عليه السلام بذلك ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الرجل ، فحلف ما قال ، فأنزل الله عز وجل : { يحلفون بالله ما قالوا } الآية{[29297]} .
قال ابن إسحاق : بلغني أنه لما نزل فيه القرآن ، تاب وحسنت توبته{[29298]} .
وقيل : إنه سمعه يقول ذلك ، عاصم بن عدي الأنصاري{[29299]} ، وهو الذي أخبر النبي عليه السلام{[29300]} ، بذلك ، فأحضر للنبي صلى الله عليه وسلم الجُلاس وعامرا ، فحلف الجُلاس بالله ما قال ذلك ، فقال عامر : والله ، لقد قاله ، ورفع عامر يديه ، وقال : اللهم أنزل على عبدك ونبيك تصديق الصادق وتكذيب الكاذب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : آمين . فأنزل الله تصديق عامر ، فقال الجُلاس : قد عرض الله علي التوبة ، والله ، لقد قلته وصدق عامر ، وتاب الجُلاس وحسنت توبته .
ويروى أن عامرا ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنه ليريد قتلك ، وفيه نزل : { وهموا بما لم ينالوا } ، أي : هموا بقتلك ولا ينالونه{[29301]} .
وقال قتادة : نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول ، رأى رجلا من غفار ، تقاتل مع رجل من جنيهة ، وكانت جهينة حلفاء الأنصار ، فعلا الغفاري الجهني ، فقال عبد الله للأوس{[29302]} : انصروا أخاكم ، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل : سمّن{[29303]} كلبك يأكلك ، { لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل }{[29304]} ، فسعى بها رجل من المسلمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه النبي عليه السلام فسأله ، فحلف ما قاله ، فأنزل الله عز وجل ، { يحلفون بالله ما قالوا }{[29305]} .
وقوله : { وهموا بما لم ينالوا }[ 74 ] .
قيل : هو الجُلاس بن سويد [ همّ ]{[29306]} بقتل ابن امرأته خوفا أن يفشي عليه ما سمع منه{[29307]} .
وقال مجاهد : همّ{[29308]} رجل من قريش يقال له الأسود ، بقتل النبي{[29309]} ، عليه السلام{[29310]} .
وقيل : هو عبد الله بن أبي بن سلول ، هم بإخراج النبي عليه السلام ، من المدينة/وهو ما حكاه الله عز وجل ، عنه : { لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل }{[29311]} .
وقيل : هو الجُلاس ، همّ بقتل النبي صلى الله عليه وسلم . {[29312]} .
وقوله : { وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله }[ 74 ] .
والمعنى : أنهم ليس ينقمون شيئا{[29313]} .
قال الطبري ، وغيره : كان المنافق الذي قال كلمة الكفر ، حلف أنه ما قال ، قُتل له مولى ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ديته{[29314]} ، فأغناه بها ، فقال الله عز وجل ، ما أنكروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شيئا : { إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله }{[29315]} .
وهو الجُلاس{[29316]} .
وقال قتادة : كانت لعبد الله بن أبيّ دية ، فأخرجها رسول الله صلى الله عليه وسلم [ له ]{[29317]} .
قوله : { فإن يتوبوا يك خيرا لهم }[ 74 ] .
أي : إن تاب هؤلاء القائلون كلمة الكفر يك ذلك خيرا لهم من النفاق{[29318]} .
أي : يدبروا عن التوبة{[29319]} .
{ يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا }[ 74 ] .
أي : بالقتل{[29320]} ، وفي الآخرة بالنار{[29321]} .
{ وما لهم في الارض من ولي ولا نصير }[ 74 ] .
يمنعهم من العقاب ، ولا نصير ينصرهم من عذاب الله عز وجل .
{ بما لم ينالوا } ، وقف{[29322]} .
{ من فضله } ، وقف{[29323]} .
{ خيرا لهم } ، وقف{[29324]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.