وقوله تعالى : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ) قال بعضهم : ما لم يحفظوا نظمه ولا لفظه ، ولا نظروا فيه ، ولا تدبروا ليعلموا ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ) بالبديهة . والشيء/230-أ/ إنما يعرف كذبه وصدقه بالنظر فيه والتفكر والتدبر لا بالبديهة .
فذلك ، والله أعلم ، تأويل قوله ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ) كذبوا على علم منهم أنهم كذبة في ما يقولون ، وينقلون أنه مفترى ليس بمنزل ( ولما يأتيهم تأويله ) أي ولما يأتهم العلم بتأويله أي بتأويل القرآن .
ومعناه ، والله أعلم ، أنهم كذبوه من غير أن حفظوا نظمه ، ووعوا لفظه ، ولا أتاهم العلم بعاقبته وآخره .
قيل : التأويل هو رد كل شيء إلى أولية الأمر . وقالت الحكماء : التأويل آخر كل فعل : هو قصد في أوله ، وقصد كل شيء في أوله هو آخره في فعل أو نحوه .
وقال بعضهم : ( ولما يأتهم تأويله ) ما[ أدرج قبلها في الأصل وم : قال ] وعد الله أن يكون قبل أن يكون ، وقال ابن عباس رضي الله عنه : تأويل القرآن بما يكون منه في الدنيا وبما يكون منه يوم القيامة ، وهو العذاب الذي وعد .
وقال بعضهم : ( تأويله ) ثوابه ، وقيل : عاقبته . وقال الواقدي : لم يأتهم عاقبة بيان ما وعد الله في القرآن في الآخرة من الوعيد .
وأصل التأويل هو النظر إلى ما تؤول عاقبة الأمر .
وقوله تعالى : ( كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) [ يحتمل وجهين :
أحدهما ][ ساقطة من الأصل و م ] : أي كذلك كذب الأمم السابقة رسلهم كما كذب كفار مكة رسولهم ؛ أي لست أنت بأول مكذب ، بل كذب من كان قبلك من إخوانك ليكون له التسلي عما هو فيه من تكذيبهم إياه وردهم عليه أنه ينزل بهم ما نزل بأولئك ، إن هم أقاموا على ما هم عليه .
والثاني : أن يكون الخطاب ، وإن كان خارجا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فهو راجع إلى قومه ، يأمر بالنظر في ما نزل بالأمم السالفة ، وأن يتأملوا أحوالهم ليكون ذلك سببا لزجرهم عما هم فيه .
وقوله تعالى : ( فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) بالتكذيب ؛ أي كيف يعاقبون ، ويُعَذَّبون ؟ والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.