وقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ ) قال بعضهم : هو صلة قوله : ( قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ )[ يونس : 15 ] فيقول : ( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ ) كقوله ( قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )[ يونس : 15 ] .
وقال بعضهم : إن كفار قريش قالوا : إن محمدا افترى هذا القرآن من عند نفسه ، وتقوله من نفسه ، فقال ( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ ) أن يضاف إلى غيره ، أو يختلق ( وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ) أي يصدق هذا القرآن الكتب التي كانت من قبل . ولو كان محمد هو الذي افتراه ، واختلقه من عند نفسه ، لكان خرج هو وسائر الكتب المتقدمة مختلفة ؛ إذ لم يعرف محمد سائر الكتب المتقدمة ؛ إذ كانت بغير لسانه ، ولم يكن له اختلاف إلى من يعرفها ليتعلم . ثم خرج هو ، أعني القرآن ، مصدقا وموافقا للكتب . دل أنه من عند الله جاء كقوله : ( وما كنت تتلوا من قبله من كتب ولا تخطه بيمينك ) الآية[ العنكبوت : 48 ] .
وقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ ) [ يخرج على وجهين :
أحدهما : ما كان هذا القرآن بالذي يحتمل الافتراء من دون الله ][ من م ، ساقطة من الأصل ] لخروجه عن طوق البشر ووسعهم ؛ فذلك بالذي يحيل كونه مفترى بجوهره .
والثاني : لما أودع فيه الحكمة والصدق يدل على كونه من عند الله ؛ إذ كلام غيره يحتمل السفه والكذب ، ويحتمل الاختلاق .
[ وقوله تعالى ][ في الأصل وم ] : ( وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ ) قيل : فيه بيان الكتب التي نزلت قبله وتمامها[ في الأصل وم : وتمامه ] . إن هذا ، وإن كان في اللفظ مختلف فهو في الحكمة والصدق ومبين موفق للأول . وقيل : ( وتفصيل الكتاب ) أي تفصيل ما كتب لهم ، وما عليهم . وأن يقال : إلى الله تفصيل الكتاب ليس إلى غيره ( لا ريب فيه ) أنه من عند رب العالمين ، أو يقال : مفصَّل في اللوح المحفوظ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.