وقوله تعالى : ( قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) قال عامة أهل التأويل : ( ثم يعيده ) البعث بعد الموت ؛ أي لا أحد من شركائكم الذين تعبدون يملك بدء الخلق ولا بعثه .
وقال بعضهم قوله ( ثم يعيده ) لا يحتمل البعث لأنهم كانوا لا يقرون بالبعث ، فلا يحتمل الاحتجاج عليهم بذلك .
ولكن قوله : ( ثم يعيده ) ما سوى البشر لأنهم كانوا إنما ينكرون إعادة البشر . فأما إعادة غيره من الأشياء [ فلا ينكرونها ][ في الأصل وم : ينكرونه ] نحو إعادة الليل والنهار وإعادة الأنزال والنبات ونحو الأشياء التي يشاهدونها ؛ أي ( ثم يعيده ) مثله : الليل ليلا مثله والنهار نهارا مثله ؛ وكذلك الخلائق تفنى ، ثم [ يعيدها مثلها ][ في الأصل وم : يعيد مثله ] فإذا ثبت في غير البشر ثبت في البشر .
ويحتمل الأمرين جميعا عندنا البعث وأشياء مثله لأنه تعليم لهم . ألا ترى أنه قال الله تعالى : ( يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنّى تُؤْفَكُونَ ) ؟ قيل : تكذبون بتوحيد الله ، وقد عرفتم أنه هو بدأ الخلق ، ثم يعيده ، لا أحد يملك ذلك .
ألا ترى أنه احتج عليهم بما[ الباء ساقطة من الأصل وم ] يلزمهم ذلك بقوله : ( كيف تكفرون بالله ) الآية ؟ [ البقرة : 28 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.