تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۚ قُلِ ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (34)

وقوله تعالى : ( قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) قال عامة أهل التأويل : ( ثم يعيده ) البعث بعد الموت ؛ أي لا أحد من شركائكم الذين تعبدون يملك بدء الخلق ولا بعثه .

وقال بعضهم قوله ( ثم يعيده ) لا يحتمل البعث لأنهم كانوا لا يقرون بالبعث ، فلا يحتمل الاحتجاج عليهم بذلك .

ولكن قوله : ( ثم يعيده ) ما سوى البشر لأنهم كانوا إنما ينكرون إعادة البشر . فأما إعادة غيره من الأشياء [ فلا ينكرونها ][ في الأصل وم : ينكرونه ] نحو إعادة الليل والنهار وإعادة الأنزال والنبات ونحو الأشياء التي يشاهدونها ؛ أي ( ثم يعيده ) مثله : الليل ليلا مثله والنهار نهارا مثله ؛ وكذلك الخلائق تفنى ، ثم [ يعيدها مثلها ][ في الأصل وم : يعيد مثله ] فإذا ثبت في غير البشر ثبت في البشر .

ويحتمل الأمرين جميعا عندنا البعث وأشياء مثله لأنه تعليم لهم . ألا ترى أنه قال الله تعالى : ( يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنّى تُؤْفَكُونَ ) ؟ قيل : تكذبون بتوحيد الله ، وقد عرفتم أنه هو بدأ الخلق ، ثم يعيده ، لا أحد يملك ذلك .

ألا ترى أنه احتج عليهم بما[ الباء ساقطة من الأصل وم ] يلزمهم ذلك بقوله : ( كيف تكفرون بالله ) الآية ؟ [ البقرة : 28 ] .