تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمۡ عَمَلُكُمۡۖ أَنتُم بَرِيٓـُٔونَ مِمَّآ أَعۡمَلُ وَأَنَا۠ بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ} (41)

وقوله تعالى : ( وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ) تأويله ، والله أعلم : أي إن كذبت في ما أخبرتكم أنه جاء من عند الله فلي عملي في ما أبلغكم أي فعلي وزر عملي ( ولكم عملكم ) أي فعليكم جرم ما رددتم علي في ما بلغتكم عن الله ، وهو كقوله : ( أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا برئ مما تجرمون )[ هود : 35 ] أي علي جرم ما افتريت إن افتريت ، وعليكم جرم ما رددتم علي في ما بلغتكم عن الله .

ويحتمل ما قاله أهل التأويل ( لي عملي ) أي لي ديني ( ولكم عملكم ) أي ولكم دينكم ؛ أنتم بريئون مما أعمل ، وأنا بريء مما تعملون .

تأويله ، والله أعمل ، أي أنا لا أُآخذ بما دِنْتُم أنتم ، ولا انتم مؤاخذون بما دِنْتُ أنا ، وعملت[ الواو ساقطة من الأصل وم ] ، وهو كقوله : ( ما عليك من حسابهم من شيء )الآية[ الأنعام : 52 ] وكقوله : ( فإن تولوا فإنما عليه ما حمل )الآية[ النور : 54 ] وكقوله[ في الأصل وم : و ] ( ما على الرسول إلا البلاغ )[ المائدة : 99 ] وكقوله ( قل لا تُسألون عما أجرمنا )الآية[ سبإ : 25 ] .