وقوله تعالى : ( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً ) قال بعضهم : هذا في الأئمة والرؤساء منهم حين[ في الأصل وم : حيث ] عبدوا الأصنام والأوثان ، وقالوا : ( وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )[ الزمر : 3 ] وقالوا : ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله )[ يونس : 18 ] ونحو ذلك من القول ؛ يقول : ( وما يتبع أكثرهم ) في عبادتهم بأنهم يكونون لهم شفعاء عند الله ( إلا ظنا ) ظنوه .
وقال بعضهم : هذا في الاتباع والعوام ، ليس في الأئمة ؛ ذلك[ الواو ساقطة من م ] أن الأئمة قد عرفوا البراهين والحجج التي قامت عليهم والآيات التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ما قالوا : ( إن هذا إلا سحر مبين )[ المائدة : 110و . . ] ( وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى )[ سبإ : 43 ] وقالوا[ في الأصل وم : و ] : ( إن هذا إلا اختلاق ) ونحو ذلك من الكلام ؛ أرادوا أن يلبسوا على العوام ، ويشبهوا عليهم ، فاتبع العوام[ أدرج بعدها في الأصل وم : إلى ] الأئمة في ما قالوا وأنه كذا ، وصدقوهم . يقول : ( وما يتبع أكثرهم إلا ظنا ) ظنوا .
ويشبه أن يكون قوله : ( وما يتبع أكثرهم ) يعني أهل مكة أهل الأوائل والأسلاف في عبادة الأصنام والأوثان ( إلا ظنا ) لأنهم عبدوا الأصنام [ وهم ][ في الأصل وم : و ] يقولون : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة )الآية[ الزخرف : 22و23 ] وآباؤنا كذلك يفعلون .
ثم أخبر أن ( الظن لا يغني من الحق شيئا ) أي الظن لا يدرك به الحق اليقين ( إن الله عليم بما يفعلون ) هو حرف وعيد ليكونوا أبدا على حذر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.