تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا يَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (36)

وقوله تعالى : ( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً ) قال بعضهم : هذا في الأئمة والرؤساء منهم حين[ في الأصل وم : حيث ] عبدوا الأصنام والأوثان ، وقالوا : ( وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )[ الزمر : 3 ] وقالوا : ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله )[ يونس : 18 ] ونحو ذلك من القول ؛ يقول : ( وما يتبع أكثرهم ) في عبادتهم بأنهم يكونون لهم شفعاء عند الله ( إلا ظنا ) ظنوه .

وقال بعضهم : هذا في الاتباع والعوام ، ليس في الأئمة ؛ ذلك[ الواو ساقطة من م ] أن الأئمة قد عرفوا البراهين والحجج التي قامت عليهم والآيات التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ما قالوا : ( إن هذا إلا سحر مبين )[ المائدة : 110و . . ] ( وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى )[ سبإ : 43 ] وقالوا[ في الأصل وم : و ] : ( إن هذا إلا اختلاق ) ونحو ذلك من الكلام ؛ أرادوا أن يلبسوا على العوام ، ويشبهوا عليهم ، فاتبع العوام[ أدرج بعدها في الأصل وم : إلى ] الأئمة في ما قالوا وأنه كذا ، وصدقوهم . يقول : ( وما يتبع أكثرهم إلا ظنا ) ظنوا .

ويشبه أن يكون قوله : ( وما يتبع أكثرهم ) يعني أهل مكة أهل الأوائل والأسلاف في عبادة الأصنام والأوثان ( إلا ظنا ) لأنهم عبدوا الأصنام [ وهم ][ في الأصل وم : و ] يقولون : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة )الآية[ الزخرف : 22و23 ] وآباؤنا كذلك يفعلون .

ثم أخبر أن ( الظن لا يغني من الحق شيئا ) أي الظن لا يدرك به الحق اليقين ( إن الله عليم بما يفعلون ) هو حرف وعيد ليكونوا أبدا على حذر .