وقوله تعالى : ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) اختلف فيه : قال بعضهم ( للذين أحسنوا ) في الدنيا لهم الحسنى في الآخرة جزاء ذلك الإحسان ، وهي الجنة ، سمى الجنة الحسنى لأنها جزاء الإحسان كما سمى النار السوأى كقوله ( أساءوا السُّوأى )[ الروم : 10 ] لأنها جزاء السوء كقوله : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )[ الرحمن : 60 ] .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وزيادة ) قيل : المحبة في قلوب العباد ، يحبه كل محسن ، وهيبة له في قلوب الناس ؛ يهابه كل أحد على غير سلطان له .
وقال قائلون : قوله : ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) أي تلك الحسنة ( وزيادة ) أي مثل تلك الحسنة ( وزيادة ) التضعيف حتى تكون عشرا ، أو سبع مئة ، وما شاء الله . يدل على قوله : ( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها )[ يونس : 27 ] .
وقال قائلون : قوله ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) الرؤية ، رؤية الرب والنظر كقوله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة ) ( إلى ربها ناظرة )[ القيامة : 22و23 ] .
وقال قائلون : ( وزيادة ) قبول حسناته مع ما فيها من الخلط بالسيئات يقبل حسناته بفضله ، وإن كانت تشوبها السيئات ، ورضاه منه ؛ وذلك طريقة الفضل والإحسان ، إذ قد سُبق من النعم ما لا يقدر القيام على وفاء نعمة منها طول عمره .
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة ، لها أربعة أبواب . فلا ندري ما الزيادة التي ذكرها عز وجل في الآية إلا بالخبر عن الله .
وقال قائلون : ( الحسنى ) ما تقدر العقول ، وتدركها ، وتصورها . وأما الزيادة فهي التي لا تقدرها العقول ، ولا تدركها ، ولا تصورها الأوهام كقوله صلى الله عليه وسلم «ما لا عين ، رأت ، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر »[ مسلم2824 ] .
وقوله تعالى : ( وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ ) قيل : لا يغشى وجوههم النار والوهج على ما وصف وجوه أهل النار ، وهو قوله : ( ووجوه يومئذ عليها غبرة )( ترهقها قترة )[ عبس : 40و41 ] .
ولكن على ما وصف وجوه أهل الجنة بقوله : ( وجوه يومئذ/229-أسفرة )( ضاحكة متبشرة )[ عبس : 38و39 ] وتلك ، والله أعلم آثار إحسانهم التي أحسنوا في الدنيا ، ولما لم يروا النعم التي كانت لهم من سواء ، ولم يصرفوا شكرها إلى غيره . ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) .
والغبرة والقترة التي ذكر لأهل النار هي آثار السيئات التي عملوها في الدنيا من عبادتهم دون الله وصرفهم شكر النعم إلى غيره ؛ نحو ذلك من صنيعهم الذي صنعوا في الدنيا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.