تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا لِتَلۡفِتَنَا عَمَّا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا نَحۡنُ لَكُمَا بِمُؤۡمِنِينَ} (78)

وقوله تعالى : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا ) قيل : لتصرفنا ، وتصدنا . قال القتبي : لفت فلانا عن كذا إذا صرفته ، والالتفات منه ، وهو الانصراف . وقال أو عوسجة : ( لتلفتنا ) لتردنا ، وتصرفنا على ما قال قتيبة : يقال : لفته تلفته لفتا .

وقوله تعالى : ( عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ) من عبادة الأصنام والأوثان . ويحتمل ( عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ) من عبادة فرعون والطاعة له ( وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ ) قال أهل التأويل : الكبرياء الملك والسلطان والشرف ، أي الملك الذي كان لفرعون والسلطان يكون لكما باتباع الناس لكما لأن كل متبوع مطاع معظم مشرف .

ويحتمل قوله : ( وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ ) أي الألوهية التي [ كان يدعيها ][ في الأصل وم : كانت يدعي ] فرعون لنفسه لكما لأن عندهم أن كل من أطيع ، واتبع ، فقد عبد ، ونصب إلها ( وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ) أي بمصدقين في ما تدعواننا[ في الأصل : تدعون ، في م : تدعوننا ] من الرسالة .