وقوله تعالى : ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً ) أي من بعد نوح ( رسلا إلى قومهم ) أي بعثنا إلى كل قوم رسولا [ أي إنه بعث الرسل إلى أقوامهم واحدا ][ في الأصل وم : إلا أنه بعث الرسول إلى قومهم ولكن واحدا ، في م : إلا أنه بعث الرسل إلى قومهم ولكن واحد ] على إثر واحد ( فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ) تحتمل البينات الحجج والبراهين التي أقاموها على ما ادعوا على[ في الأصل وم : من ] الرسالة والنبوة ، وتحتمل البينات بيان ما عليهم أن يأتوا ويتقوا ، وتحتمل البينات [ ما أخبروا ، وأنبؤوا قومهم ][ في الأصل : بما أخبروا وأبناؤهم معهم ، في م : بما أخبرهم وأنباوا قومهم ] بالعذاب أنه نازل بهم في الدنيا .
وقوله تعالى : ( فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ) قال بعضهم : ما كان كفرا مكة ليؤمنوا وليصدقوا بالبينات كما لم يصدق بها[ في الأصل وم : به ] أوائلهم ، وقال بعضهم : ( بما كذبوا به من قبل ) بعث الرسل . ففيه دلالة أهل الفترة يؤاخذون بالتكذيب في حال الفَتْرَةِ .
ويحتمل قوله : ( بما كذبوا به من قبل ) إتيان البينات ؛ أي ما كانوا يؤمنون بعدما جاؤوهم[ في الأصل وم : جاؤوا ] بالبينات بما كذبوا به من قبل مجيء البينات .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ) أي هكذا نطبع على قلوب أهل مكة كما طبع على قلوب أوائلهم ؛ علم أنهم لا يقبلون الآيات ، ولا يؤمنون بها . والاعتداء هو الظلم مع العناد والمجاوزة عن الحد الذي جعل .
وقوله تعالى : ( فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا /233- أ/ بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ) هو يخرج على وجهين :
أحدهما : ( فما كانوا ليؤمنوا ) بالبينات إذا جاءتهم البينات على السؤال . وهكذا عادتهم أنهم لا يؤمنون بالآيات إذا أتتهم[ في الأصل وم : أتاهم ] على السؤال .
والثاني : ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به ) على علم منهم أنها آيات وأنه رسول ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.