وقوله تعالى : ( فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً ) ظاهر هذا يخرج على المعاتبة والتنبيه /247-ب/ والتذكير لأنه يقول : ( فلولا كان من القرون ) أي لم لا يكون[ في الأصل وم : يكونوا ] كذا ؟ فليس ثم من أولئك من يعاتب أو ينبه . لكنها تخرج على وجهين :
أحدهما : ( فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ ) أي فهلا كانوا ذوي بقية ( ينهون عن الفساد في الأرض ) معناه ، والله أعلم ، هلا كثر أهل الإسلام فيهم حتى يقدروا على النهي عن الفساد في الأرض ؛ لأنهم إذا كانوا قليلا لم يقدروا على النهي على الفساد ، نحو لوط وأهله ، وكانوا عددا قليلا ، كيف كان يقدر على النهي عن الفساد أو المنع عن ذلك ؟ وكنوح أيضا كان معه [ نفر قليل ][ في الأصل وم : يقل ] عددهم ، لم يقدر على منع قومه من الفساد ، ونحوه .
فإذا كان فكأنه ، والله أعلم ، يقول : هلا كثر أهل الإسلام ( أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض ) ؟
والثاني : ( فلولا كان من القرون من قبلكم ) أي قد كان منهم أولو بقية ، لكنهم لم ينهوا عن الفساد في الأرض ، فأهلكوا جميعا ( إلا قليلا ممن أنجينا منهم ) وذلك القليل قد نهوا عن الفساد في الأرض ؛ فيجوز بين أولئك حاصل هذا [ القليل ][ ساقطة من الأصل وم ] يخرج على هذين الوجهين اللذين ذكرناهما :
[ أحدهما ][ من م ، ساقطة من الأصل ] ( أولوا بقية ينهون عن الفساد ) على ما قاله أهل التأويل .
والثاني : كان فيهم أولو بقية ، لكنهم لم ينهوهم عن الفساد في الأرض إلا قليلا منهم فإنهم قد نهوهم عن ذلك ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه ) هو يخرج [ على وجهين :
أحدهما ][ في م : وجهين ، ساقطة من الأصل ] : يحتمل ( واتبع ) الأتباع والسفلة الذين ظلموا من أترفوا فيه من الأموال ؛ أي [ وسعوا عليهم ][ في الأصل وم : وسع إليهم ] وأعطوهم الأموال ، وهم الأجلة والأئمة منهم ؛ أي آثروا اتباع الأئمة والأجلة الذين أترفوا فيه على اتباع الرسل والأنبياء .
والثاني : ( واتبع الذين ظلموا ) وهم الأجلة والأئمة ( ما أترفوا فيه ) أي أعطوا من الأموال ، آثروا الدنيا وما فيها على اتباع الرسل والأنبياء .
على أحد التأويلين يرجع إلى السفلة والأتباع ، وهو الأول . والثاني إلى الأجلة والأئمة ، وهم آثروا اتباع الدنيا على اتباع الرسل ، ثم تبعن الأتباع والسفلة في ذلك ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.