تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (112)

وقوله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا ) وقال في موضع آخر ( فلذلك ادع واستقم كما أمرت ) قال بعضهم : قوله : ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ) الاستقامة هو التوحيد ، أي استقم عليه حتى تأتي به ربك كقوله : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )[ فصلت : 30 ] على ذلك حتى أتوا على الله به .

وقال بعضهم : ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) بما تضمن قوله : ( ربنا الله ) لأن قوله : ( ربنا الله ) إقرار منه له بالربوبية ، فيجعل [ المرء ][ ساقطة من الأصل وم ] في نفسه وجميع أموره الربوبية لله والألوهية له ، ويأتي ما يجب أن يؤتى ، وينتهي عما[ في الأصل وم : ما ] يجب ما ينتهى ، ويتبع جميع أوامره ونواهيه ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( فاستقم ) لرسول الله [ الذي ][ ساقطة من الأصل وم ] يحتمل على تبليغا الرسالة إليهم . وقوله : ( فاستقم كما أمرت ) يخرج على وجهين :

أحدهما : استقم على ما ( أمرت ومن تاب معك ) أيضا ليستقيموا على ما أمروا .

والثاني : يقول : امض إلى ما أمرت ؛ حرف كما يخرج على هذين الوجهين [ اللذين ][ ساقطة من الأصل وم ] ذكرنا ؛ على ما أمرت ، وإلى ما أمرت .

وقوله تعالى : ( ومن تاب معك ) من الشرك ادعوهم على أن يستقيموا على ما أمروا ، ودعوا[ في الأصل وم : وأدوا ] بلسانهم ( ولا تطغوا ) وقال بعضهم : الطغيان هو المجاوزة عن الحد الذي جلع له .

وقوله تعالى : ( إنه بما تعملون بصير ) هذا وعيد .