وقوله تعالى : ( فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ ) قال بعضهم : نكرهم أي أنكرهم ، واستنكرهم واحد ، وهو من إنكار ؛ أي لم يعرفهم ، ظن أنهم لصوص لأن اللصوص من عادتهم أنهم كانوا إذا أردوا السرقة من قوم لم يتناولوا من طعامهم ، ولم يأكلوا شيئا عندهم .
وقيل : ( نكرهم ) أنهم من البشر ( وأوجس منهم خيفة ) قال بعضهم : خاف لما ظن أنهم سراق ولصوص حين[ في الأصل وم : حيث ] لم يتناولوا شيئا مما قدم إليهم .
وقال بعضهم : ( خيفة ) أي وحشة ، أي أضمر وحشة حين[ في الأصل وم : حيث ] لم يتناولوا [ شيئا مما ][ في م : شيئا ] قرب إليهم ، فحينئذ علم أنهم ليسوا من البشر لأن منزل إبراهيم كان ينأى عن البلد ، ولا[ في الأصل وم : ولم ] ينزله أحد من البشر إلا وقد احتاج إلى الطعام . فلما لم يتناولوا علم أنهم ليسوا من البشر ، فما جاؤوا إلا لأمر عظيم لتعذيب قوم وهلاكهم ، فخاف لذلك .
فقالوا ( لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط ) وقال في موضع آخر : ( قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم ) . . . ( قال فما خطبكم أيها المرسلون )[ الذاريات : 28 . . و31 ] يذكر ههنا أن قولهم : ( إنا أرسلنا ) على إثر سؤال ، وفي ما نحن فيه ، لا كذلك .
فالمعنى فيه ، والله أعلم ، أن ذلك كان على إثر سؤال إبراهيم بقوله : ( فما خطبكم أيها المرسلون ) لكنه جمع ذلك في ما نحن فيه بالحكاية عن قولهم ، وإن كان مفصولا عنه ، وخرجت الحكاية في موضع آخر على ما كان في الحقيقة . وذلك مستقيم في كلام العرب ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.