تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيَٰقَوۡمِ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةٗۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٞ قَرِيبٞ} (64)

وقوله تعالى : ( وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ) قال لهم هذا حين سألوا منه الآية ، فقال : ( هذه ناقة الله لكم آية ) أي لكم الآية[ في الأصل وم : آية ] التي سألتموها من الرسالة .

وقوله تعالى : ( هَذِهِ نَاقَةُ ) أضافها[ في الأصل وم : أضاف ] إليه لخصوصية كانت فيها ، /242-ب/ نحن لا نعرفها[ في الأصل وم : نعرف ذلك ] . ليست تلك الخصوصية في غيرها من النوق لما جعلها آية لرسالته ونبوته خارجة عما عاينوا من النوق ، وشاهدوها . وهكذا كانت آيات الرسل ؛ كانت خارجة عن وسع البشر . وطوقهم ليعلم أنها سماوية .

ثم لا نعرف [ لها خصوصية سوى ][ في الأصل وم : أنه خصوصية كانت لها ] عظم جسمها وغلظ بدنها حين[ في الأصل وم : حيث ] قسم الشرب بينهم وبينها حتى جعل يوما لها ويوما لهم بقوله : ( لها شرب ولكم شرب يوم معلوم )[ الشعراء : 155 ] ولم يقسم مراعيها بينهم وبينها بقوله ( فذروها تأكل من أرض الله ) .

وأما ما قاله بعض الناس أنها خرجت من صخرة وكذا وأنها كانت تحلب كل يوم كذا ، وأشياء أخرى ذكروها ، فإنا لا نعرف ذلك ، ولا نقطع القول فيه : إنه كان كذلك سوى أنا نعرف أن لها خصوصية[ أدرج قبلها في الأصل وم : كانت ] ، ليست تلك الخصوصية لغيرها من النوق . ولو كانت لنا حاجة[ أدرجت في الأصل وم بعد : الخصوصية ] إلى تلك الخصوصية لبينها لنا .

وأصله ما ذكرنا أنه إذا أضيفت[ في الأصل وم : أضيف ] جزئية الأشياء إلى الله فهي[ في الأصل وم : فهو ] على تعظيم تلك الجزئيات المضافة إليه ، وإذا [ أضيفت كلية الأشياء إليه ][ في الأصل وم : أضيف إلى كلية الأشياء ] فهي على إرادة التعظيم لله والتبجيل له نحو قوله : ( له ملك السموات والأرض )[ البقرة : 107و . . ][ أدرج بعد هذا القول في الأصل وم : وله كل شيء ونحوه ] .

وقوله تعالى : ( ولا تمسوها بسوء ) نهاهم [ أن يمسوها ][ في الأصل وم : يمسوا ] بسوء ، ولم يبين ما ذلك السوء ، فيحتمل أن يكون ذلك [ شيئا عرفوه ، ونهاهم عنه ][ في الأصل وم : شيء عرفوا هم ونهاهم عن ذلك ] .

وقال بعض أهل التأويل : ( ولا تمسوها بسوء ) أي لا تعقروها ( فيأخذكم عذاب قريب ) كان[ أدرج قبلها في الأصل وم : لما ] ذلك على إثر عقرهم الناقة بثلاثة أيام حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ )[ الآية : 65 ] وما ذكر أيضا أن وجوههم اصفرت في اليوم الأول ، ثم احمرت في اليوم الثاني ، ثم اسودت في اليوم الثالث ، ثم نزل بهم العذاب في اليوم الرابع ، فذلك أيضا مما لا نعرفه .

وقوله تعالى : ( عذاب قريب ) قيل : سريعا ؛ لا تمهلوا حتى تعذبوا .