وقوله تعالى : ( كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ ) أي كما أرسلنا إلى أمم من قبلك رسلا ( وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ ) أي كل رسول كان أرسل قبلك ، كان أمر أن يقول ما ذكر ، كذلك أرسلناك إلى قومك رسولا وإن كانوا يكفرون بالرحمن ، فقل أنت ما قال أولئك الرسل ( رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) الآية .
لم تخل أمة عن رسول كقوله : ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )[ فاطر : 24 ] .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) يشبه أن يكون هذا صلة قوله : ( لولا أنزل عليه آية من ربه )[ يونس : 20 ] يقول : أرسلناك لتتلو أنباء الرسل والأمم الذين كانوا من قبلك عليهم لتكون آية لرسالتك ، ليعلموا أنك إنما علمت تلك الأنباء بالله تعالى .
وقوله تعالى : ( وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ ) يقول ، والله أعلم ، هم يكفرون بالرحمن ، وفي كل من الخلائق آيات توحيد الله وألوهيته ، ولا في كل الخلائق آية لرسالتك ، وهم مع هذا كله يكفرون بالرحمن . فعلى ذلك يكفرون بآيات رسالتك .
وقال أبو بكر الأصم : ( وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ ) هو صلة قوله : ( لولا أنزل عليه آية من ربه )[ الرعد : 27 ] وكانوا أهل التعنت[ في الأصل و م : التعهد ] من الكبر فقال : لو جئتهم بقرآن ( سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى )[ الآية : 31 ] .
يقول : لو جئت بذلك كله كان أمرهم بالتكذيب والعناد . وهو كقوله : ( ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله )الآية[ الأنعام : 111 ] وقوله : ( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء )الآية[ الحجر : 14 ] يخبر عز و جل عن عنادهم أنهم لا يؤمنون بالآية ، وإن عظمت ، إلا أن يشاء الله .
وقوله تعالى : ( لله الأمر جميعا ) كقوله : ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة )[ الأنعام : 111 ] أي الأمر لله من شاء أن يؤمن يؤمن ، ومن شاء أن لا يؤمن فلا يؤمن البتة .
وقال بعضهم : قوله : ( وهم يكفرون بالرحمن ) أي يكفرون باسم الرحمن لأنهم قالوا : إن محمدا كان يدعونا إلى عبادة الله وتوحيده ، فالساعة يدعونا إلى عبادة الرحمن وألوهيته ، فذلك عبادة اثنين ، فقال : ( قل هو ربي لا إله إلا هو ) أي دعائي إلى عبادة الرحمن وألوهيته ، هو دعائي إلى عبادة الله ، وهو واحد ، ليس باثنين ولا عدد ، كقوله : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن )[ الإسراء : 110 ] أي عدد الأسماء لا يوجب عدد [ الذوات بل ][ في الأصل وم : الذات أو ] يكون لشيء واحد في الشاهد [ له ][ ساقطة من الأصل وم ] أسماء مختلفة . فاختلاف الأسماء لا يوجب اختلاف الذات فعلى ذلك في الله .
وقال بعضهم : الرحمن اسم من أسماء الله في الكتب الأول ، قالوا : كتبها رسول الله ، أبوا أن يقروا به ( قالوا وما الرحمن )[ الفرقان : 60 ] إنا لا نعرفه ، فنزل ( وهم يكفرون بالرحمن ) والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.