تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَقَالُوٓاْ إِنَّمَا سُكِّرَتۡ أَبۡصَٰرُنَا بَلۡ نَحۡنُ قَوۡمٞ مَّسۡحُورُونَ} (15)

الآية 15 : قوله تعالى ]{[9796]} : { إنما سكرت أبصارنا } قيل : حيرت ، وسدت { بل نحن قوم مسحورون } أي سحرت أعيننا ، فلا ترى ذلك .

وقال بعضهم : قوله : { ولو فتحنا عليهم } أي لهم { بابا من السماء } كقوله : { وما ذبح على النصب } ( المائدة : 3 ) أي للنصب .

وقوله تعالى : { فظلوا فيه } حتى { يعرجون } ويعاينون نزول الآيات ، ويشاهدون كل شيء { لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون } يقولون ذلك لشدة تعنتهم وسفههم لشدة معاينة ذلك .

وقال أبو عوسجة : { فظلوا فيه } ( الحجر : 14 ) أي[ صاروا ، وقوله ]{[4]} : { يعرجون } يرتفعون ، ويصعدون ، وقال غيره : { يعرجون } : أي مالوا كقوله : { فظلت أعناقهم } ( الشعراء : 4 ) ، وقال : قوله : { سكرت أبصارنا } ( الحجر : 15 ) أي حيرت ، يقال : سكر بصره إذا تحير ، وقال : يقال أيضا : تحيرت ، يقال : سكر الله بصره ، أي حيره ، وسكرت الريح ، تسكر سكور إذا سكنت ، و يقال ليل ساكر أي ساكن ، وسكرت الماء ، أسكره سكرا ، أي حبسته ، و السكر السد و السكور جمع ، والسكر مصدر سكر يسكر سكرا ، فهو سكران ، وقوم سكرى وسكارى ، والسكرة الغمرة ، والغمرة الشدة . وقال عز وجل : { وجاءت سكرة الموت بالحق } ( ق : 19 ) أي شدته وعسرته{[5]} .

وقال القتبي : سكرت غشيت ، ومنه يقال : سكر النهر إذا سده ، فالسكر اسم ما سكرت ، وسكر الشراب منه ، إنما هو الغطاء على العقل والعين .

وقال الحسن : سكرت بالتخفيف{[6]} سحرت ،


[4]:- من ط ع، في الأصل: الشكر.
[5]:- من ط ع، في الأصل: ذا.
[6]:- نفسه.
[9796]:في الأصل وم: قالوا.