تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا} (30)

الآية30 : وقوله تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا } قال بعضهم : هو على التقديم والتأخير ؛ كأنه قال : إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا منهم ، ثم قال : الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم جنات عدن إلى آخر ما ذكر .

وقال بعضهم : ليس على التقديم والتأخير ، ولكن ما ذكر{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا } منهم ، ثم بين ما لهم ، فقال : { أولئك لهم جنات عدن } إلى آخر ما ذكر .

قال أبو عوسجة : السُّرَادِقُ البناء الذي يبنى من الكرباس{[11570]} شبه الدار والحجرة { وساءت مرتفقا } أي متكأ ومنزلا .

وقال القتبي : السرادق الحجرة التي تكون حول الفسطاط قال : وهو الدخان يحيط بالكفار يوم القيامة ، وهو الظل { ذي ثلاث شعب } ( المرسلات : 30 ) والمهل دردي الزيت ، ويقال : ما أذيب من النحاس والرصاص { وساءت مرتفقا } أي مجلسا . وأصل الارتفاق الاتكاء على المرفق .


[11570]:في الأصل: الكبريس، في م، الكربيس.