تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (149)

الآية 149 وقوله تعالى : ( ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام ) ؛ يقول ، والله أعلم : حيث ما كنت من المدائن والبلدان ( فول وجهك شطر المسجد الحرام ) : شطره " تلقاءه ونحوه وجهته . وهذا ما يبطل قول من يقول : إن المسجد الحرام قبلة لمن نأى عن البيت ، وبعد ، من أهل الآفاق حيث أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالتوجه إلى شطر المسجد الحرام حيث ما كانت من البلدان . وبالله العصمة والتوفيق .

قال الشيخ ، رحمه الله : ( ذكر المسجد ، ومعناه موضع{[1732]} منه ؛ عرف ذلك بالفحص من البقاع البعيدة والأمكنة الخفية لا بالظاهر ولا ذكر وصل البيان به ) .

وقوله : ( وإنه للحق من ربك ) ؛ قيل ( وإنه ) تحويل القبلة هو الحق ( من ربك ) ، وقيل : ( وإنه ) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم هو الحق ( من ربك ) ، [ ويحتمل ( وإنه ) يعني القرآن ، هو الحق ( من ربك ) ]{[1733]} .

[ وقوله : ( وما الله بغافل عما تعملون ) قد ذكرنا هذا فيما تقدم ]{[1734]}


[1732]:- في النسخ الثلاث: موضعا.
[1733]:- ساقطة من ط ع.
[1734]:- من ط ع، كان الذكر في تفسير الآية: 74 والآية: 144.