تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ} (79)

الآية 79 وقوله تعالى : { فويل للذين يكتبون بأيديهم } قيل : الويل : الشدة ، وقيل : الويل : واد في جهنم ، وقيل : الويل : هو قول كل مكروب وملهوف يقول : ويل له بكذا .

وقوله : { يكتبون الكتاب بأيديهم } يحتمل وجهين{[1029]} : يحتمل ( يكتبون ) يمحون بعثه{[1030]} وصفته عن التوراة ، ويحتمل

يكتبون } يحدثون كتابة على غير بعثه{[1031]} وصفته .

[ وقوله ]{[1032]} { ثم يقولون هذا من عند الله } فتكون الكتابة في هذا إثباتا{[1033]} كقوله : { كتب في قلوبهم الإيمان } [ المجادلة : 22 ] . والمثبت هو ذلك الملحق ليظن أنه كذلك في الأصل .

وقوله : { ليشتروا به ثمنا قليلا } قد ذكرنا هذا في ما تقدم{[1034]} .

وقوله : { فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون } ذكر لهم ثلاث ويلات : [ احدها ]{[1035]} ويل بإحداث كتابة ببعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحوه وتغييره ، والثاني : بقولهم : { هذا من عند الله } والثالث : { وويل لهم مما يكسبون } من المأكلة والهدايا .


[1029]:- من ط م و ط ع، في الأصل: بوجهين.
[1030]:- في النسخ الثلاث: نعته.
[1031]:- في النسخ الثلاث: نعته.
[1032]:- ساقطة من النسخ الثلاث.
[1033]:- من ط م، في الأصل و ط ع: إثبات.
[1034]:- في تفسير الآية 41.
[1035]:- ساقطة من النسخ الثلاث.