التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ} (79)

قوله تعالى { فويل }

أخرج ابن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار انه قال : الويل : واد في جهنم ، لو سيرت فيه الجبال لماعت من حره .

( الزهد رقم332 باب صفة النار برواية نعيم بن حماد ) ، ورجاله ثقات وإسناده صحيح ، وابن عجلان اسمه : محمد و ابن المبارك : هو عبد الله .

وأخرجه الطبري عن محمد بن بشار قال ، حدثنا ابن المهدي . قال ، حدثنا سفيان ، عن زياد بن فياض ، قال : سمعت أبا عياض يقول : الويل : ما يسيل من صديد في أصل جهنم .

ورجاله ثقات وإسناده صحيح و ؟ أبو عياض هو عمرو بن ألأسود العنسي .

قوله تعالى { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا }

قال ابن أبي حاتم : حدثنا احمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل حدثني أبي حدثني أبي الضحاك بن مخلد ، أنبأ شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس : { للذين يكتبون الكتاب بأيديهم }قال : هم أحبار اليهود .

ورجاله ثقات سوى شبيب بن بشر صدوق يخطئ وتقدم الكلام عن هذا الطريق في المقدمة والمتن لا يحتمل الخطأ بل السياق يشهد له لأن أغلب الذين يكتبون من أهل الكتاب من أولئك الأحبار . فالإسناد حسن .

وأخرج البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ وكتابكم الذي انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث ، تقرؤنه محضا لم يشب ، وقد حدثكم ان اهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه ، وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ، لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ، لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم .

( الصحيح رقم7363-الاعتصام ، ب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ ) .

واخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله{ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ، ثم يقولون هذا من عند الله }قال : كان ناس من بني إسرائيل كتبوا كتبا ليتأكلوا بها الناس ، ثم قالوا هذه من عند الله وما هي من عند الله .

( التفسير ص40 ) ، وإسناده صحيح .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا احمد بن عمرو بن ابي عاصم النبيل حدثني أبي عمرو بن الضحاك حدثني أبي الضحاك بن مخلد أنبأ شبيب عن بشر عن عكرمة عن ابن عباس : { للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا }أحبار يهود وجدوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم محمد مكتوبا في التوراة أكحل أعين ربعة جعد الشعرة حسن الوجه فلما وجدوه في التوراة محوه حسدا وبغيا . فأتاهم نفر من قريش من اهل مكة فقالوا : أتجدون في التوراة نبيل أميا ؟ فقالوا نعم نجده طويلا ازرق سبط الشعر . فأنكرت قريش . وقالوا ليس هذا منا .

وإسناده حسن تقدم ، وله شواهد يأتي ذكرها منها قول أبي العالية الآتي .

واخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قول الله{ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله }قال : هؤلاء الذين عرفوا انه من عند الله يحرفونه .

قوله تعالى { فويل لهم مما كسبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون }

أخرج مسلم بسنده عن جرير مرفوعا : " من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل اجر من عمل بها ، ولا ينقص من أجورهم شئ ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ، ولا ينقص من أوزارهم شئ " .

( الصحيح رقم15 –العلم ، ب من سن سنة حسنة او سيئة ) .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية قال : عمدوا إلى ما انزل الله في كتابهم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم فحرفوه عن مواضعه يبتغون بذلك غرضا من غرض الدنيا قال الله عز وجل { فويل لهم مما كتبت أيديهم } .

وبه عن أبي العالية{ وويل لهم مما يكسبون }يعني من الخطية .

وأخرج سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن علقمة قال : سألت ابن عباس عن قوله تعالى{ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم }قال : نزلت في المشركين وأهل الكتاب .

( انظر تفسير ابن كثير1/210 ) ، ورجاله ثقات وإسناده صحيح .