والويل : الهلاك . وقال الفراء : الأصل في الويل : وي : أي حزن كما تقول وي لفلان : أي : حزن له ، فوصلته العرب باللام ، قال الخليل : ولم نسمع على بنائه إلا ويح ، وويس ، وويه ، وويك ، وويب ، وكله متقارب في المعنى ، وقد فرّق بينها قوم ، وهي : مصادر لم ينطق العرب بأفعالها ، وجاز الابتداء به ، وإن كان نكرة ؛ لأن فيه معنى الدعاء . والكتابة معروفة ، والمراد : أنهم يكتبون الكتاب المحرّف ، ولا يبينون ، ولا ينكرونه على فاعله . وقوله : { بِأَيْدِيهِمْ } تأكيد ؛ لأن الكتابة لا تكون إلا باليد ، فهو مثل قوله : { وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } [ الأنعام : 38 ] وقوله : { يَقُولُونَ بأفواههم } [ آل عمران : 167 ] وقال ابن السراج : هو : كناية عن أنه من تلقائهم . دون أن ينزل عليهم . وفيه أنه قد دلّ على أنه من تلقائهم قوله : { يَكْتُبُونَ الكتاب } فإسناد الكتابة إليهم يفيد ذلك . والاشتراء : الاستبدال ، وقد تقدّم الكلام عليه ، ووصفه بالقلة لكونه فانياً لا ثواب فيه ، أو لكونه حراماً لا تحلّ به البركة ، فهؤلاء الكتبة لم يكتفوا بالتحريف ، ولا بالكتابة لذلك المحرّف ، حتى نادوا في المحافل بأنه من عند الله ، لينالوا بهذه المعاصي المتكرّرة هذا الغرض النزير ، والعوض الحقير . وقوله : { ممَّا يَكْسِبُونَ } قيل من الرشا ونحوها . وقيل من المعاصي . وكرر الويل ؛ تغليظاً عليهم ، وتعظيماً لفعلهم ، وهتكاً لأستارهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.