تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ} (83)

وقوله : { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل } قد ذكرنا عهد الله وميثاقه أنه يكون على وجهين : عهد خلقة وفطرة ، وعهد رسالة{[1045]} ونبوة .

وقوله : { لا تعبدون إلا الله } يحتمل وجهين :

[ أحدهما ]{[1046]} : يحتمل لا تجعلون الألوهية إلا لله .

[ والثاني ]{[1047]} يحتمل نفس العبادة أي لا تعبدون [ إلا الله ، ولا تعبدون ]{[1048]} الأصنام والأوثان وغيرها .

وقوله : { وبالوالدين إحسانا وذي القربى } برا بهما وعطفا عليهما وإلطافا لهما ولين القول لهما كقوله : ( فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما } ، { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } الآية{[1049]} [ الإسراء : 23 و 24 ] . وكقوله : { وصاحبهما في الدنيا معروفا }

[ لقمان : 15 ] . فإن قيل : إن الأمر بالإحسان في ما بين الخلق يخرج مخرج الإفضال والتبرع لا على الوجوب واللزوم [ فهو عندنا على وجهين :

أحدهما ]{[1050]} : أن الإحسان يجوز أن يكون الفعل الحسن نفسه كقوله : { إن رحمة الله قريب من المحسنين } [ الأعراف : 56 ] استوجبوا هذا بالفعل الحسن لا بالإحسان إلى الله تعالى ، والفعل{[1051]} الحسن فرض واجب على كل أحد .

والثاني : أن الإحسان إليهم يجوز أن يكون من حق الله عليهم [ وحق الله تعالى عليهم ]{[1052]} لازم . وعلى ذلك صلة القرابة والمحارم والإنفاق عليهم من حق الله تعالى عليهم ، وهو لازم .

فهذا ينقض على الشافعي قوله : إنه لا يوجب النفقة إلا على الوالدين ، ولا يتكلم في الآباء والأمهات بالقرابة ، ولا سموا بهذا الاسم ، فدل أنه أراد به غير الوالدين .

وقوله : { واليتامى والمساكين } يحتمل على النفل من الصدقة والفرض جميعا .

وقوله : { وقولوا للناس حسنا } يحتمل وجوها :

يحتمل : لا تكتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم [ وبعثه ، ولكن أظهروهما{[1053]} ] ويحتمل : الدعاء إلى شهادة : أن لا إله إلا الله ، [ ويحتمل : المراد به الكل ، كل شيء وكل قول ، أي لا تقولوا إلا حسنا ، والله أعلم .

وقوله : { وأقيموا الصلاة } يحتمل الإقرار بها ، والقبول بها ]{[1054]} ويحتمل : إقامتها في مواقيتها بتمام ركوعها وسجودها وخشوعها ، ويحتمل أن كونوا في حال / 4-أ/ تكون لكم الصلاة والتزكية .

[ قوله : ( وآتوا الزكاة ) يحتمل ]{[1055]} الوجوه التي ذكرناها في الصلاة .

وقوله : { ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون } الآية{[1056]} ظاهرة .


[1045]:- ذكر في تفسير الآيتين / 27 و / 63.
[1046]:- ساقطة من النسخ الثلاث.
[1047]:- في النسخ الثلاث: و.
[1048]:- في ط م: غير الله من، في الأصل و ط ع: إلا الله ولا تعبدوا.
[1049]:- أدرج في ط ع تتمة الآية بدل كلمة الآية.
[1050]:- في النسخ الثلاث: غير.
[1051]:- في النسخ الثلاث: وفعل.
[1052]:- من ط م و ط ع.
[1053]:- في الأصل: ونعته ولكن أظهروها، في ط م: ونعته ولكن أظهروها، في ط ع: ولكن اظهروها.
[1054]:- من ط م.
[1055]:- في ط ع: ويحتمل.
[1056]:- ساقطة من ط ع.