وقوله : { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل } قد ذكرنا عهد الله وميثاقه أنه يكون على وجهين : عهد خلقة وفطرة ، وعهد رسالة{[1045]} ونبوة .
وقوله : { لا تعبدون إلا الله } يحتمل وجهين :
[ أحدهما ]{[1046]} : يحتمل لا تجعلون الألوهية إلا لله .
[ والثاني ]{[1047]} يحتمل نفس العبادة أي لا تعبدون [ إلا الله ، ولا تعبدون ]{[1048]} الأصنام والأوثان وغيرها .
وقوله : { وبالوالدين إحسانا وذي القربى } برا بهما وعطفا عليهما وإلطافا لهما ولين القول لهما كقوله : ( فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما } ، { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } الآية{[1049]} [ الإسراء : 23 و 24 ] . وكقوله : { وصاحبهما في الدنيا معروفا }
[ لقمان : 15 ] . فإن قيل : إن الأمر بالإحسان في ما بين الخلق يخرج مخرج الإفضال والتبرع لا على الوجوب واللزوم [ فهو عندنا على وجهين :
أحدهما ]{[1050]} : أن الإحسان يجوز أن يكون الفعل الحسن نفسه كقوله : { إن رحمة الله قريب من المحسنين } [ الأعراف : 56 ] استوجبوا هذا بالفعل الحسن لا بالإحسان إلى الله تعالى ، والفعل{[1051]} الحسن فرض واجب على كل أحد .
والثاني : أن الإحسان إليهم يجوز أن يكون من حق الله عليهم [ وحق الله تعالى عليهم ]{[1052]} لازم . وعلى ذلك صلة القرابة والمحارم والإنفاق عليهم من حق الله تعالى عليهم ، وهو لازم .
فهذا ينقض على الشافعي قوله : إنه لا يوجب النفقة إلا على الوالدين ، ولا يتكلم في الآباء والأمهات بالقرابة ، ولا سموا بهذا الاسم ، فدل أنه أراد به غير الوالدين .
وقوله : { واليتامى والمساكين } يحتمل على النفل من الصدقة والفرض جميعا .
وقوله : { وقولوا للناس حسنا } يحتمل وجوها :
يحتمل : لا تكتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم [ وبعثه ، ولكن أظهروهما{[1053]} ] ويحتمل : الدعاء إلى شهادة : أن لا إله إلا الله ، [ ويحتمل : المراد به الكل ، كل شيء وكل قول ، أي لا تقولوا إلا حسنا ، والله أعلم .
وقوله : { وأقيموا الصلاة } يحتمل الإقرار بها ، والقبول بها ]{[1054]} ويحتمل : إقامتها في مواقيتها بتمام ركوعها وسجودها وخشوعها ، ويحتمل أن كونوا في حال / 4-أ/ تكون لكم الصلاة والتزكية .
[ قوله : ( وآتوا الزكاة ) يحتمل ]{[1055]} الوجوه التي ذكرناها في الصلاة .
وقوله : { ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون } الآية{[1056]} ظاهرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.