بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ} (79)

{ فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكتاب بِأَيْدِيهِمْ } الويل : الشدة من العذاب . ويقال : الويل كلمة تستعمل عند الشدة ويقال : يا ويلاه . ويقال : الويل واد في جهنم . قال : حدثنا محمد بن الفضل قال : حدثنا محمد بن جعفر أنه قال : حدثنا إبراهيم بن يوسف قال : حدثنا وكيع بن سفيان ، عن زياد ، عن أبي عياض قال : الويل واد في أصل جهنم يسيل فيه صديدهم . وإنما صار رفعاً بالابتداء . وقال الزجاج : ولو كان هذا في غير القرآن لجاز

( فويلاً ) على معنى : جعل الله ويلاً للذين يكتبون الكتاب ، إلا أنه لم يقرأ . وذلك أن رؤساء اليهود محوا نعت محمد صلى الله عليه وسلم ثم كتبوا غير نعته ، { ثُمَّ يَقُولُونَ } للسفلة { هذا مِنْ عِندِ الله لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً } ، أي عرضاً يسيراً من مال الدنيا . وروي عن إبراهيم النخعي أنه كره أن يكتب المصحف بالأجر ، وتأول هذه الآية { فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكتاب بِأَيْدِيهِمْ } . إلى قوله : { لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً } وغيره من العلماء أباحه . ثم قال : { فَوَيْلٌ لَّهُمْ مّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ } ، أي مما يصيبهم من العذاب { وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } ، أي مما يصيبون ؛ فجعل الويل لهم ثلاث مرات .