قال سفيان( {[2661]} ) وأبو عياض( {[2662]} ) : " ويل ماء يسيل من صديد( {[2663]} ) في أسفل جهنم " ( {[2664]} ) .
وروى عثمان بن عفان( {[2665]} ) عن النبي [ عليه السلام أنه قال/ : الوَيْلُ( {[2666]} ) ] جَبَلٌ في النَّار " ( {[2667]} ) .
وروى عنه عليه السلام أبو سعيد الخدري( {[2668]} ) أنه قال : " ويلٌ وَاد في جهنَّمَ يَهْوي فِيهِ الكَافِرُ أرْبَعِينَ خَرِيفاً قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ " ( {[2669]} ) .
ومعنى " ويل " عند أهل اللغة : قبوح . وويح ترحم ، وويس تصغير .
وهذه مصادر لا أفعال لها( {[2670]} ) . والاختيار( {[2671]} ) فيها الرفع على كل حال بالابتداء . ويجوز فيها( {[2672]} ) النصب على معنى : ألزمه الله ويلاً( {[2673]} ) . فإن كانت مضافة [ حسن فيها( {[2674]} ) ] النصب ، قال الله تعالى : ( وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُوا )( {[2675]} ) .
فأما ما كان من المصادر جارياً على الفعل ، فالاختيار/ فيه( {[2676]} ) الرفع إذا كان معرفة على الابتداء نحو : الحمد . ويجوز النصب على المصدر . فإن كان نكرة ، فالاختيار في النصب على المصدر ويجوز الرفع على الابتداء( {[2677]} ) ، أو على معنى ثبت ذلك له . فإن كان مضافاً لم يجز( {[2678]} ) إلا النصب كالأول .
قوله : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ( {[2679]} ) بِأَيْدِيهِمْ )[ 78 ] .
هم اليهود الذين غيروا التوراة وبدلوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم فيها وصفته لئلا يؤمن به العوام ، وأخذوا على( {[2680]} ) ذلك الرشا . وقيل : هم قوم من اليهود كتبوا كتباً( {[2681]} ) من عند أنفسهم وقالوا : هذا( {[2682]} ) من عند الله ليعطوا عليها الأجر( {[2683]} ) .
وقال ابن عباس : " بل فعل ذلك قوم أميون لم يصدقوا رسولاً ، ولا آمنوا بكتاب فكتبوا بأيديهم للجهال( {[2684]} ) كتاباً ليشتروا به ثمناً قليلاً " ( {[2685]} ) .
قال ابن إسحاق : " كانت( {[2686]} ) صفة محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة أسمر ربعة( {[2687]} ) فبدلوا وكتبوا آدم طويلاً " ( {[2688]} ) .
/وقوله تعالى : ( بِأَيْدِيهِمْ )[ 78 ] .
تأكيد ليعلم أنهم( {[2689]} ) تولوا ذلك بأيديهم ولم يأمروا به غيرهم . ففي الإتيان بلفظ " الأيدي " ( {[2690]} ) زوال الاحتمال ، إذ لو قال : " يكتبون الكتاب " لجاز أن يأمروا بكتابته وأن يتولوا ذلك بأنفسهم لأن العرب تقول : " كَتَبْتُ إلى فلان " ، وإنما أمر من كتبه له " وكتب السلطانُ كتاباً إلى عامله " ولم يكتبه بيده ، وإنما أمر من كتبه له( {[2691]} ) .
ففي ذكر " الأيدي( {[2692]} ) رفع الاحتمال وبيان أنهم تولوا ذلك بأيديهم عن تعمد منهم( {[2693]} ) .
وقال ابن عباس : " هذا ، كما تقول : حملتُ إلى بلد كذا قمحاً ، وإنما أمرت من حمله " .
وقال تعالى في التابوت : ( تَحْمِلُهُ المَلاَئِكَةُ )( {[2694]} ) وإنما حمل بأمر الملائكة ، ولم تحمله الملائكة [ بأنفسها ولا ظهرت( {[2695]} ) ] للقوم( {[2696]} ) في ذلك الوقت . ومن هذا قوله تعالى : ( يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم )( {[2697]} ) . إنما أكد بذكر الأفواه لأن القول قد يترجم به عن الإشارة وعن الكتاب . تقول العرب : " قال الأمير كذا " للفظ سمعه من كتاب أمر بكتابته( {[2698]} ) الأمير . وقريب منه قوله تعالى( {[2699]} ) : ( فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِاليَمِينِ )( {[2700]} ) لأن اليمين تدل في كلام العرب على الشدة والقوة( {[2701]} ) والبطش ، فدل( {[2702]} ) بذكر اليمين على شدة الضرب . ولو لم يذكر اليمين لجاز أن يكون ضرباً شديداً أو غير شديد فذكر( {[2703]} ) اليمين يرفع الاحتمال ويدل على الشدة .
ومن( {[2704]} ) ذلك قوله تعالى : ( يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ )( {[2705]} ) ومنه : ( وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ التِي فِي الصُّدُورِ )( {[2706]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.