قوله تعالى : { فَوَيلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِم } في الويل ستة أقاويل :
أحدها : أنه العذاب ، قاله ابن عباس .
والثاني : أنه التقبيح ، وهو قول الأصمعي . ومنه قوله تعالى :
{ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }
[ الأنبياء : 18 ] . وقال الشاعر :
كسا اللؤم سهما خضرة في جلودها *** فويل لسهم من سرابيلها الخُضْرِ
والثالث : أنه الحزن ، قاله المفضل .
والرابع : أنه الخزي والهوان{[165]} .
والخامس : أن الويل وادٍ في جهنم ، وهذا قول أبي سعيد الخدري .
والسادس : أنه جبل في النار ، وهو قول عثمان بن عفان .
{ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِم } أي يغيرون ما في الكتاب من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته{[166]} .
وفي قوله تعالى : { بِأَيدِيهِم } تأويلان :
أحدهما : أنه أراد بذلك تحقيق الإضافة ، وإن كانت الكتابة لا تكون إلا باليد ، كقوله تعالى : { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ } .
والثاني : أن معنى { بِأَيْدِيهِم } أي من تلقاء أنفسهم ، قاله ابن السراج .
وفي قوله تعالى : { لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنَاً قَلِيلاً } تأويلان :
أحدهما : ليأخذوا به عرض الدنيا ، لأنه قليل المدة ، كما قال تعالى : { قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ }{[167]} وهذا قول أبي العالية .
والثاني : أنه قليل لأنه حرام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.