الآية 86 : وقوله تعالى : { فرجع موسى إلى قومه غضبان آسفا } الأسف هو النهاية في الغضب والنهاية في الحزن . وهكذا جبل رسله ، وأنشأهم على نهاية الغضب لله والأسف له عند معاينتهم الخلاف لله والتكذيب له كقوله : { لعلك باخع نفسك } الآية [ الشعراء : 3 ] وقوله : { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } [ فاطر : 8 ] والله أعلم .
وقوله تعالى : { يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا } على تأويل الحسن { وعدا حسنا } هو الثواب الذي وعد لهم بالدين والسبيل [ حين ] {[12383]} . { قال هم أولاء على أثري } [ طه : 84 ] أي على ديني وسبيلي . وقال بعضهم : { وعدا حسنا } أي عدلا وصدقا حين{[12384]} وعد لهم أنه يرجع إليهم عند [ رأس ] {[12385]} أربعين أو ثلاثين ليلة على ما ذكر عز وجل { أفطال عليكم العهد } على تأويل الحسن { أفطال عليكم } عهد ما وعد لكم من دون الثواب والجزاء على دينه وسبيله حتى نسيتم ذلك . وعلى تأويل من قال : إن الوعد هو ما وعد أنه يرجع إليهم عند رأس كذا ؛ يقول : أفطال ذلك عليكم ؟ ومضى وعدي ؟ حتى فعلتم ما فعلتم .
وقوله تعالى : { أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم } أي أم تعمدتم الخلاف فيحل { عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي } يحتمل الموعد الوجهين الذين ذكرناهما في ما مضى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.