تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ قَدۡ أَنجَيۡنَٰكُم مِّنۡ عَدُوِّكُمۡ وَوَٰعَدۡنَٰكُمۡ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلۡأَيۡمَنَ وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰ} (80)

الآية 80 : وقوله تعالى : { يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم } هذا خبر يخبر عما أنعم عليهم ، ومن على أوائلهم وآبائهم [ ويخاطب ] {[12359]} من حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من أهل الكتاب الذين هم أولاد بني إسرائيل ] {[12360]} يذكر هؤلاء بما أنعم ، ومن على أولئك ، وإلا لم يكن هؤلاء يومئذ .

وفيه تذكير النعم والمنن على الصحابة في أواخر أمورهم لأنه أمنهم{[12361]} في آخر أمرهم من عدوهم وإياسهم من عود هؤلاء إلى دينهم . وفيه تذكير لنا في ما أنعم علينا ، ومن [ في ] {[12362]} أوائل أمورنا وآخرها . ليس التذكير لبني إسرائيل خاصة . ولكن لنا ولكل من أنعم عليه .

وقوله تعالى : { وواعدناكم جانب الطور الأيمن } لسنا ندري أي الأيمن ؟ [ أهو{[12363]} اسم ذلك الجبل ، أم{[12364]} سماه الأيمن ] {[12365]} ليمنه وبركته ؟ وقال عز وجل في آية أخرى : { فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن } [ القصص : 30 ] وسماه الأيمن [ لأنه ] {[12366]} من يمن موسى عليه السلام فإن كان هو من اليمن والبركة فهو كذلك لأنه به كان بدء وحي موسى عليه السلام .

وقوله تعالى : { ونزلنا عليكم المن والسلوى } يذكر هؤلاء ما وسع على أوائلهم من الرزق /333-أ/ وأخصبهم ليستأدي بذلك الشكر على ما أنعم عليهم . وذلك تذكير لنا ولمن وسع عليه ذلك ، إذ لم يزل علينا يوسع الرزق من أول عمرنا إلى آخره .


[12359]:ساقطة من الأصل وم.
[12360]:ساقطة من الأصل وم.
[12361]:من م في الأصل: أملهم.
[12362]:من م، ساقطة من الأصل.
[12363]:في م: هو.
[12364]:في م: أو.
[12365]:من م، ساقطة من الأصل.
[12366]:من م، ساقطة من الأصل.