الآية 109 : وقوله تعالى : { فإن تولوا } هذا يدل على أن الأول خرج على الأمر والدعاء حين{[12860]} قال : { فإن تولوا } عن الإجابة إلى ما تدعونهم{[12861]} إليه : { فقل آذنتكم على سواء } أي أعلمتكم{[12862]} على عدل وحق كقوله : { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم } [ آل عمران : 64 ] أي عدل بيننا وبينكم . فعلى ذلك هذا محتمل : أن يكون قوله : { على سواء } أي على عدل وحق .
ويحتمل أيضا : { آذنتكم على سواء } أي أعلمتكم حتى صرت أنا وأنتم في العلم على سواء ، أي على الاستواء في العداوة والمخالفة ، وفي كل أمر على الاستواء . وهو كقوله : { فانبذ إليهم على سواء } [ الأنفال : 58 ] على الاستواء في العداوة ، أي انبذ إليهم حتى تكون أنت وهم على الاستواء في العلم بالمنابذة ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون } أي ما أدري أقريب أم بعيد ما توعدون ؟ ثم يحتمل قوله : { ما توعدون } الساعة والقيامة التي كانوا يوعدون بها ، وهم كانوا يستعجلون بها كقوله : { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } [ الشورى : 18 ] فيقول : ما أدري أقريب ما توعدون أم بعيد ؟
ويحتمل قوله : { ما توعدون } من العذاب الذي كان يعد لهم أنه نازل بهم في الدنيا ، وهم كانوا يستعجلون به قوله : { يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } [ الملك : 25 ] فيقول : ما أدري أقريب أم بعيد ما توعدون من العذاب ؟ والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.