تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَقَالَ ٱلۡمَلَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيۡكُمۡ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَـٰٓئِكَةٗ مَّا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِيٓ ءَابَآئِنَا ٱلۡأَوَّلِينَ} (24)

الآية 24 : وقوله تعالى : { فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم }هذا الذي قالوا ، هو متناقض ، لأنهم قالوا : إنه{ بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم } بما ادعى من الرسالة والإجابة إلى ( ما ){[13372]} دعاهم . ثم هم أعني الرؤساء منهم والقادة ادعوا لأنفسهم الفضل بما استبقوا هم السفلة ، وطلبوا منهم الموافقة لهم والإجابة ، وهم بشر أمثالهم . فذلك تناقض في القول .

ثم أقروا بتفضيل بعض الخلق على بعض ، وعرفوا قدرة الله على ذلك حين{[13373]} قالوا : { ولو شاء الله لأنزل ملائكة } فمن{[13374]} قدر على تفضيل /355-أ/ ( الملائكة على البشر قدر على تفضيل ){[13375]} بعض البشر على بعض . ثم أخبر عن نوح أنه لا يريد بما ادعى من الرسالة التفضل عليهم ، ولكن يريد النصح لهم والإشفاق عليهم حين{[13376]} قال : { ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم }( هود : 34 ) وقال : { إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم }( الأعراف : 59 ) والشعراء 135 )

وقال ){[13377]} : { فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم }( الشعراء : 189 ) ونحو ما قال أخبر أنه إنما أراد النصح والشفقة لا التفضل الذي قالوا هم .

وقوله تعالى : { ما سمعنا بهذا في أبائنا الأولين }هذا قولهم وقد كذبوا في قولهم .

قال مقاتل : { يريد أن يتفضل عليكم }بالرسالة ، وليس عليكم فضل في شيء ، فتتبعونه . وقوله : { ما سمعنا بهذا }قال بعضهم : أي بالعذاب{ في آبائنا الأولين } ويقال : ما سمعنا التوحيد{ في أبائنا الأولين }كما يدعو نوح .


[13372]:من م، ساقطة من الأصل.
[13373]:في الأصل وم : حيث.
[13374]:في الأصل وم: فإن.
[13375]:من م، ساقطة من الأصل.
[13376]:في الأصل وم: حيث.
[13377]:في الأصل وم: و.