تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَمۡ تَحۡسَبُ أَنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَسۡمَعُونَ أَوۡ يَعۡقِلُونَۚ إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا} (44)

[ الآية 44 ] وقوله تعالى : { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون } قوله : { أم تحسب } وإن كان في الظاهر استفهاما فهو في الحقيقة على الإيجاب . وهكذا كل استفهام من الله يخرج على الإيجاب أو على النهي . كأنه قال : قد حسبت { أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون } أي لا ينتفعون [ بما يسمعون ، ولا ينتفعون ]{[14454]} بما يعقلون .

[ أو يكون على النهي ، أي لا تحسب { أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون } أي لا ينتفعون بما يسمعون ، ولا ينتفعون بما يعقلون ، والله أعلم ]{[14455]} .

[ وقوله تعالى ]{[14456]} : { إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } قال بعضهم : { كالأنعام } لأن همتهم ، ليست إلا كهمة الأنعام ، وهي{[14457]} الأكل والشرب ، ليست لهم همة سواها{[14458]} ، وليست للأنعام همة العاقبة . فعلى ذلك الكفرة ؛ فهم كالأنعام من هذه الجهة .

وقوله تعالى : { بل هم أضل سبيلا } قال قائلون : قوله : { أضل } لأن الأنعام ، تعرف ربها وخالقها ، وتذكره ، وهم لا يعرفون ربهم ، ولا يذكرون . أو هم أضل لأنهم ينسبون إلى الله ما لا يليق به من الولد والشريك ، ويشركون غيره في العبادة ، والأنعام [ لا تفعل ذلك ؛ فهم ]{[14459]} أضل .

[ وقال بعضهم : هم أضل ]{[14460]} لأن الأنعام إذ هديت إلى الطريق اهتدت ، وهم يهدون ، ويدعون إلى الطريق ، فلا يهتدون ، ولا يجيبون ، فهم أضل . أو يقال : هم أضل لأنهم يضلون [ ويضلون ]{[14461]} غيرهم ، ويمنعونهم{[14462]} من الهدى ، والأنعام لا ، والله أعلم .


[14454]:- ساقطة من الأصل وم.
[14455]:- من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[14456]:- ساقطة من الأصل وم.
[14457]:- في الأصل وم: وهو.
[14458]:- في الأصل وم: سواه.
[14459]:- في الأصل وم: لأنهم.
[14460]:- من م، ساقطة من الأصل.
[14461]:- من م، ساقطة من الأصل.
[14462]:- في الأصل وم: ويمنعوهم.