تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٱكۡتَتَبَهَا فَهِيَ تُمۡلَىٰ عَلَيۡهِ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا} (5)

الآية 5 : ( وقوله تعالى ){[14312]} : ]وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا[ قد ظهر كذبهم بهذا في ما بينهم ، لأنهم ، ما {[14313]} رأوه اختلف إلى واحد منهم ، يعلمه ذلك ، وما{[14314]} رأوه كتب شيئا قط ، أو يحسن الكتابة قط ]وقالوا أساطير الأولين( .

فإذا عرف تلك الأنباء والأحاديث التي كانت من قبل ، ولا شك أنها لم تكن بلسان أولئك ، دل إخباره عما في كتبهم بلسانه أنه عرف ذلك بالله .

وقوله تعالى : ]فهي تملى عليه بكرة وأصيلا[ قال أهل التأويل : غدوا وعشيا . فلو كان على ذلك لكان الكفرة{[14315]} يحضرونه في البكرة والعشي ، فيسمعونه ، ويشاهدون{[14316]} ما يملى عليه ؛ إذ الوقت وقت الحضور .

ولكن عندنا كأنهم أرادوا بالبكرة والعشي أول الليل وآخره الأوقات التي هي ليست بأوقات الحضور والجلوس ؛ يقولون : يأتونه سرا ( وهي ، تملى عليه ، ويتعلمها ){[14317]} . فلو كان ذلك أيضا لكانوا يراقبونه ، ويحافظونه سرا ليعرفوا ذلك ، ويشاهدوه . فإذا لم يفعلوا ذلك دل أنهم كانوا يعرفون صدقه وأنهم كذبة في زعمهم . لكنهم كابروه ، وعاندوه في ذلك .


[14312]:ساقطة من الأصل وم.
[14313]:في الأصل وم: متى.
[14314]:في الأصل وم: أو متى.
[14315]:ساقطة من الأصل وم.
[14316]:في الأصل وم: ويشاهدونه.
[14317]:في الأصل وم: فتملى عليه وتعلمه.