الآية 4 : وقوله تعالى : ]وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه[ يعنون هذا القرآن الذي أنزل على رسوله{[14300]} ، وكان يقرؤه عليهم ، فيقولون{[14301]} : ( إن هذا إلا إفك[ أي كذب ]افتراه[ من تلقاء نفسه واخترعه{[14302]} من نفسه .
إن أهل الشرك كانوا يكذبون الأنباء والأخبار من غير أن كانت لهم الأسباب التي بها ما يوصل إلى معرفة صدق الأخبار وكذبها . وكذلك كانت عادتهم وهمتهم . والأسباب التي يعرف بها صدق الأخبار وكذبها ، هي الكتب السماوية والرسل الذين{[14303]} نطقوا عن وحي السماء .
فكفار مكة لم يكن لهم واحد من هذين . فكيف ادعوا على رسول الله اختلاف هذا القرآن واختراعه من نفسه وأنه مفتر على غير كون أسباب معرفة الكذب والصدق لهم في الأخبار مع ما ظهرت لهم آيات رسالته وأعلام صدقه في الأخبار حين{[14304]} لم يؤخذ عليه كذب قط ، ولا رأوه اختلف إلى أحد من أهل الكتاب ، ولا كان يحسن أن يخط بيده كتابا ، وما قرع أسماعهم من أول الأمر إلى آخر الأبد ( التحرير والتقريع بقوله ){[14305]} : ]فأتوا بسورة من مثله[ ( البقرة : 23 ) وقوله : ]فأتوا بعشر سور من مثله مفتريات[ ( هود : 13 ) .
فدل عجزهم وترك تكذيبهم ذلك على أنهم عرفوا أنه من عند الله وأنهم/375- أ/ كذبة في قولهم : ]إن هذا إلا إفك افتراه( .
وقوله تعالى : ]وأعانه عليه قوم آخرون[ قالوا : إنه إفك مفترى ، وأعانه على ذلك قوم آخرون في افترائه واختراعه ، وهم قوم من أهل الكتاب أسلموا ، وقد كانوا يجدون في التوراة والإنجيل بعثه{[14306]} وصفته وما كان أنبأهم رسول الله ، وأخبرهم{[14307]} من الأنباء المتقدمة والأخبار الماضية ، فأخبرهم بذلك حين سألهم أولئك المشركين عما يخبرهم رسول الله وقالوا : إنه كما يقول ، وإنه صادق في ذلك كله ، وإنا نجد ذلك في كتابنا .
فلما سمعوا ذلك من أهل الكتاب ما سمعوا من تصديقهم إياه ؛ عند ذلك قالوا : ]وأعانه عليه قوم آخرون( .
ثم أخبر أنهم ]جاءوا ظلما وزورا( . أما قوله : ]ظلما[ فلأنهم كذبوه ( وقالوا ){[14308]} : إنه مفترى من غير أن كان لهم أسباب الكذب والصدق . فهو ظلم حين{[14309]} وضعوا ذلك ( في غير موضعه ){[14310]} .
وأما قوله : ]وزورا[ فلأنهم{[14311]} قالوا : إنه مختلف ، وإنه سحر ، وإنه ]إنما يعلمه بشر[ ( النحل : 103 ) وإنه أعانه ]عليه قوم آخرون( .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.