الشبهة الثانية : قوله تعالى : { وقالوا أساطير الأولين } أي : ما سطره الأولون من أكاذيبهم جمع أسطورة بالضم كأحدوثة ، أو أسطار { اكتتبها } أي : تطلب كتابتها له من ذلك القوم وأخذها ، والمعنى أن هذا القرآن ليس من الله تعالى إنما هو مما سطره الأولون الأول كأحاديث رستم واسفنديار استنسخها محمد من أهل الكتاب { فهي } أي : فتسبب عن تكلفه ذلك أنها { تملى عليه } أي : تقرأ عليه ليحفظها { بكرة } قبل أن تنتشر الناس { وأصيلا } أي : عشياً حين يأوون إلى مساكنهم ، أو دائماً ليتكلف حفظها بالانتساخ ؛ لأنه أمي لا يقدر أن يكرر من الكتاب ، أو ليكتب وهذا كما ترى لا يقوله من له مسكة في عقل ، أو مروءة كيف وهو يدعوهم إلى المعارضة ولو بسورة من مثله وفيهم الكتّاب والشعراء والبلغاء والخطباء ، وهم أكثر منه مالاً وأعظم أعواناً ولا يقدرون على شيء منه ، فإن قيل : كيف ؟ قيل : اكتتبها فهي تملى عليه ، وإنما يقال : أمليت عليه فهو يكتبها ؟ أجيب : بوجهين : أحدهما : أراد اكتتابها وطلبه ، فهي تملى عليه ، الثاني : أنها كتبت له وهو أمي فهي تملى أي : تلقى عليه من كتاب ليحفظها ؛ لأن صورة الإلقاء على الحافظ كصورة الإلقاء على الكاتب ، وقرأ { فهي } قالون وأبو عمرو والكسائي بسكون الهاء ، والباقون بكسرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.