الآية 3 : وقوله تعالى : ]واتخذوا من دونه آلهة[ أي معبودين{[14287]} . ثم تسميته إياها ؛ أعني الأصنام التي عبدوها آلهة ، ( على ما عندهم وفي زعمهم ){[14288]} فالإله عند العرب معبود ، ويسمون كل معبود إلها ( وهو كقوله ) {[14289]} : ]فزاغ إلى آلهتهم[ ( الصافات : 91 ) عندهم وفي زعمهم ، وقول موسى ]وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا[ ( طه : 97 ) في زعمهم وعندهم أن كل معبود إله .
لقد{[14290]} عابهم بتسميتهم الأصنام آلهة ، ثم بين سفههم وقلة فهمهم في عبادتهم الأصنام وتسميتهم إياها آلهة حين{[14291]} قال : ]لا يخلقون شيئا وهم يخلقون[ أي يتركون عبادة من يعلمون أنه خالق كل شيء ، ويعبدون من يعلمون أنهم [ لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ] أي{[14292]} يتركون عبادة من يعلمون ( أنه يملك النفع والضر ){[14293]} ( ( ويعبدون من يعلمون ){[14294]} أنه لا يملك النفع لهم ولا الضر ]ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا[ أي يعبدون من يعلمون أنه لا يملك النفع لهم إن عبدوه ولا الضر إن تركوا عبادته ، ولا يملكون النفع والضر ){[14295]} لأنفسهم أيضا ، وهو قوله : ]ولا يملكون لأنفسكم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا[ لغيرهم . فعلى هذا الظاهر يجيء أن يكونوا هم سموا أنفسهم ( الأصنام آلهة ){[14296]} لأنهم يملكون ضرر الأصنام ، ولا {[14297]} تملك ذلك لهم ولا لأنفسها .
وقال بعضهم : في قوله : ]ولا يملكون موتا[ أي الموت الذي{[14298]} كان قبل أن يخلق الناس كقوله : ]كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا( ؟ ( البقرة : 28 ) وأما قوله : ]ولا حياة[ فيقول : لا يملكون أن يزيدوا في هذا الأجل المؤجل ]ولا نشورا[ أي بعثا بعد الموت .
وقال بعضهم : ]ولا يملكون موتا[ أي يميتوا حيا قبل أجله ]ولا حياة[ ولا يحيوا{[14299]} ميتا إذا جاء أجله ]ولا نشورا[ أي بعثا على ما ذكرنا ، وبالله العصمة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.