وقوله تعالى : { رسلا مبشرين ومنذرين } أخبر أنه بعث الرسل بالبشارة في العاقبة لمن أطاعه والإنذار لمن عصاه . فهذا ليعلم أن كل أمر ، لا عاقبة له ، فهو عبث ، وليس من الحكمة ، وأن الذي دعا الرسل الخلق إليه إنما دعوا لأمر له عاقبة ، إذ في عقل كل أحد أمر ، لا عاقبة له ليس بحكمة ، فهذا ، والله أعلم ، معنى قوله : { رسلا مبشرين ومنذرين } لمن أطاع الله بالجنة{ ومنذرين } لمن عصاه بالنار .
وقوله تعالى : { لئلا يكون للناس على الله حجة } يحتمل هذا وجهين : يحتمل{ لئلا يكون للناس على الله حجة } الاحتجاج بأنه لم يرسل الرسل إلينا ، وإن لم يكن لهم في الحقيقة عند الله عز وجل ذلك ، فيقولوا : { لولا أرسلت إلينا رسولا فتتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى }( طه : 134 ) .
ويحتمل قوله تعالى : { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } حقيقة الحجة : ( فأما ما ){[6813]} يكون في العبادات والشرائع التي سبيل معرفتها السمع لا العقل ، فلا تكون ( الحجة ){[6814]} . وأما الدين فإن سبيل لزومه العقل ، فلا يكون لهم في ذلك على الله حجة ، إذ في خلقة كل أحد من الدلائل ما لو تأمل وتفكر فيها لدلت{[6815]} له على إلهيته وعلى وحدانيته وربوبيته ، لكن بعث الرسل لقطع الاحتجاج لهم عنه ، وإن لم يكن لهم الحجة . وإن كان على حقيقة الحجة ، فهو في عبادة والشرائع ، فبعث الرسل{[6816]} على قطع الحج لهم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وكان الله عزيزا حكيما } أي لا يعجزه شيء عن إعزاز من أراد أن( يعزه ، ولا عن ){[6817]} إذلال من أراد إدلاله{ حكيما } يعرف وضع كل شيء موضعه ، وقد ذكرنا تأويله في غير موضع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.