الآية 20 وقوله تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نُؤته منها } جعل الله تعالى الدنيا مزارع أهلها ، ما زرعوا فيها حصدوا ذلك في الآخرة ؛ إن زرعوا خيرا حسنا حصدوا خيرا ونعيما في الآخرة ، وإن زرعوا شرّا وسوءا حصدوا في الآخرة شرا وعذابا دائما .
وكذلك صيّرنا متجرة يتجُرون فيها ، فإن تجرُوا خيرا وحسنا ربحوا في الآخرة ، وإن تجروا شرا وسوءا خسروا في الآخرة .
وكذلك صيّرنا مسلكا إلى الآخرة ، والآخرة غاية لها ، فإن سلكوا سبيل الخير وما أُمروا به أفضى بهم ذلك إلى الخير والنعيم الدائم والسرور ، وإن سلكوا سبيل الشر وما نُهوا عنه أفضى بهم إلى العذاب الدائم والحزن الدائم [ وهو ]{[18722]} ما ذكر في غير آية{[18723]} من القرآن كقوله{[18724]} تعالى : { إن الله اشترى من المؤمنين } الآية [ التوبة : 111 ] وقوله تعالى : { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله } الآية [ البقرة : 207 ] وقوله تعالى : { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى } الآية [ البقرة : 16 و175 ] وقوله تعالى : { اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة } [ البقرة : 86 ] وقوله تعالى : { من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد } الآية [ الإسراء : 18 ] ونحو ذلك كثير .
على هذا بُني أمر الدنيا والآخرة ، والله أعلم .
ثم قوله : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه } يخرّج على وجهين :
أحدهما : أي من كان يريد بمحاسنه في الدنيا وخيراته ثواب الآخرة نزد له في الدنيا والآخرة : أما في الدنيا فهو{[18725]} التوفيق على الطاعات والزيادة له والنماء ، وأما في الآخرة فالنعيم الدائم والسرور الدائم .
والثاني : أي من كان عمل للآخرة ، وسعى لها نزد له ما ذكر من المحاسن . وتكون الإرادة ههنا صفة لكل فاعل كقوله : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن } [ الإسراء : 19 ] وهي لا تكون بدون الفعل . فكان ذكرها ذكرا للفعل ضرورة ، فكان المراد منها الإرادة مع الفعل . فلذلك يُخرّج قوله : { ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها } على وجهين :
أحدهما : من كان يريد محاسن الدنيا وسعته نؤته منها ، ونوسع عليه .
والثاني : من كان يريد الدنيا ، أي من عمل للدنيا ، وسعى لها نُؤته منها وما عمل لها { وما له في الآخرة من نصيب } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.