تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبۡتُم بِهِۦۚ مَا عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦٓۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ يَقُصُّ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰصِلِينَ} (57)

الآية 57 وقوله تعالى : { إني على بينة من ربي وكذبتم به } قيل على بيان من ربي وحجة ، وقيل : على دين من ربي .

وقوله تعالى : { وكذبتم به } قيل : بالقرآن ، وقيل : العذاب ما أوعدتكم .

وقوله تعالى : { ما عندي ما تستعجلون به } أي العذاب كقوله تعالى : { ويستعجلونك بالعذاب } [ الحج : 47 ] وغيره ، فقال : { ما عندي ما تستعجلون به } من العذاب .

ثم هذا يدل على أن قوله تعالى : { قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب } [ الأنعام : 50 ] أن المراد بالخزائن العذاب ؛ أي ليس عندي ذلك إنما ذلك إلى الله ، وعنده ذلك ؛ وهو قوله تعالى : { إن الحكم إلا لله } أي ما الحكم والقضاء إلا لله ، [ أي ما الحق ]{[7156]} { يقص الحق وهو خير الفاصلين } اختلف في تلاوته وتأويله :

قرأ بعضهم بالضاد وآخرون بالصاد{[7157]} ؛ فمن قرأ بالصاد : { يقص } يقول : يبين الحق لأن القصص هو البيان ، وقال آخر : { وهو خير الفاصلين } أي خير المبينين . ومن قرأ بالضاد يقول : يقضي يحكم . ثم اختلف فيه : قال بعضهم أي يقضي بالحق ، وكذلك روي في حرف ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ : يقضي بالحق ، وقيل : فيه إضمار أي يقضي ، ويحكم ، وحكمه الحق { وهو خير الفاصلين } أي القاضين{[7158]} ، والفصل والقضاء واحد ؛ لأنه بالقضاء يفصل ، والله أعلم .


[7156]:- ساقطة من م.
[7157]:- انظر حجة القراءات ص (254).
[7158]:- من م، في الأصل: الفاصلين.