الآية 104 وقوله تعالى : { وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين } فإن قيل : كيف قال : إني رسول الله ، وذلك يخرّج في الظاهر مخرج الامتداح والتزكية ، وقد نبّهنا عن ذلك ؛ لأنه أخبر بمحل الذي توضع الرسالة فيه ، وأنه أهل لها ؟ قيل : ليس فيه امتداح نفسه ولا تزكية له ؛ لأنه إنما يذكر منّة الله تعالى أنه جعله بحيث توضع فيه الرسالة ، وجعله أهلا لها .
والتزكية والامتداح إنما يقع في ما هو فعله حقيقة لا فعل الله ، أو إن كان تزكية وامتداحا فهو قد أمر بذلك ، فجاز بالأمر ، أو أراد بذلك تعريفه لما كان من عادة الملوك أنهم إذا بعث بعضهم إلى بعض رسولا فإنهم لا يستقبلون الرسل بالمكروه والشرر ، بل يعظّمون الرسل ، ويكرّمونهم ، وإن كان بينهم معادة .
فذكر أنه { رسول من رب العالمين } لئلا يستقبل بالمكروه .
وقوله تعالى : { من رب العالمين } قيل : العالم هو جوهر الكل ، وهو قول الفلاسفة . وقال أبو بكر الأصم : { رب العالمين } أي مليك العالمين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.