تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{تِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآئِهَاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبۡلُۚ كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (101)

الآية 101 وقوله تعالى : { تلك القرى نقصّ عليك من أنبائها } قوله : { نقصّ عليك } أي قصصنا عليك ، مما قص عليه من الأنباء [ يحتمل وجهين :

أحدهما ]{[8733]} : يخبر رسوله أن القرى التي كانت من قبل قد سألوا رسلهم الآيات ، فجاؤوا بها ، ولم يصدّقوها . فعلى ذلك هؤلاء : أنك لو أتيت ما سألوك من الآيات لم يؤمنوا بها ، ولم يصدّقوها ؛ يخبره عن تعنّتهم ومكابرتهم وعنادهم .

والثاني : يذكر أن الآيات ليس يجب أن يأتوا بها من الجهة التي يريدون ، إنما يجب أن يأتوا بها ، وهي{[8734]} حجة .

وقوله تعالى : { ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات } يحتمل الأنباء التي أنبأت الرسل أقوامهم من نزول العذاب بهم بالتكذيب والكفر بها ، ويحتمل البينات التي تدل على صدق الرسل بما يقولون ، ويخبرون بعد ما سألوهم الآيات ، لكن ردّوها ردّ عناد ومكابرة بعد ما عرفوا أنها حق .

وقوله تعالى : { فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل } [ يحتمل وجوها ثلاثة :

أحدها : أي ما ]{[8735]} كانوا ليؤمنوا لما رأوا بأسنا { بما كذّبوا من قبل } أي لا ينفعهم إيمانهم عند رؤيتهم بأس الله كقوله{[8736]} تعالى : { لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل } [ الأنعام : 158 ] .

والثاني{[8737]} : يحتمل : { فما كانوا ليؤمنوا } بسؤالهم الآيات إذا آتاهم الآيات بما كذّبوا من قبل ، لأن تركهم الإيمان وتكذيبهم الرسل ليس لما لم تكن لهم الآيات ، ولكن للعنت . فأخبر أنهم ، وإن سألوا الآيات ، فإنهم لا يؤمنون .

والثالث : { فما كانوا ليؤمنوا } بما يخبرهم الرسول من إتيان العذاب بهم بما كذّبوا من قبل الأنبياء عليهم السلام .


[8733]:ساقطة من الأصل وم.
[8734]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[8735]:في الأصل:أي، في م، في م: أي ما.
[8736]:في الأصل وم: كقولهم.
[8737]:الأصل وم: و.