تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (65)

الآية 65 وقوله تعالى : { وإلى عاد أخاهم هودا } أي إلى عاد أرسلنا هودا . ثم تحتمل الأخوّة وجوها أربعة : أخوّة الجوهر ؛ وهو [ أن يقال : هذا أخوه ]{[8541]} إذا كان من جوهره ، ولا يقال ذلك من غير جوهره ، وأخوّة المودة والمحبة ، وأخوّة الدين [ وأخوّة النسب ]{[8542]} .

ثم لم يكن بين هود وقومه أخوّة [ الدين ولا أخوّة المودة ، لكن تحتمل الأخوّة أخوّة ]{[8543]} النسب ؛ لأن البشر على بعد من آدم ، كلهم أولاده . فإذا كانوا كذلك فهم فيما بينهم ، بعضهم إخوة بعض ، وأخوة الجوهر على ما ذكرنا ؛ يقال : هذا أخو هذا إذا كان من جنسه وجوهره ، [ فهذان الوجهان يحتملان ]{[8544]} والآخران لا .

وقوله تعالى : { قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } أي اعبدوا الله الذي يستحق العبادة { ما لكم من إله غيره } أي ليس لكم من معبود سواه ، وهو المعبود في الحقيقة .

وقوله تعالى : { أفلا تتقون } عبادة غير الله ، أو { أفلا تتقون } الله في عبادتكم غيره وفي تكذيبكم هودا . أو يقول : { أفلا تتقون } عذابه ونقمته عليكم بمخالفتكم إياه .


[8541]:في الأصل وم: يقال هذا.
[8542]:ساقطة من الأصل وم.
[8543]:من م، ساقطة من الأصل.
[8544]:في الأصل وم: فهذين الوجهين.