تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (63)

الآية 63 وقوله تعالى : { أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم } أي أتعجبون{[8533]} بما جاءكم ذكر من الله على يدي { رجل منكم } ما لا أقدر أنا ، ولا تقدرون أنتم على مثله ؟ كانوا يعجبون ، وينكرون أن يكون رسل الله من البشر بقولهم : { ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة } [ المؤمنون : 24 ] ونحو ذلك .

هكذا{[8534]} كانوا ينكرون رسالة البشر ، وما ينبغي لهم أن ينكروا ذلك لأنهم قد كانوا رأوا تفضيل بعض البشر على بعض [ وتفضيلهم في ]{[8535]} وضع الرسالة فيهم ؛ أعني [ تفضيلهم في الرسالة ]{[8536]} ؛ وذلك قد رأوا في ما بينهم . ولله تفضيل بعضهم على بعض ؛ إذ له الخلق ، ولكل ذي ملك وسلطان أن يصنع في ملكه ما شاء من تفضيل بعض على بعض وغيره .

أو يقول : قد عجبتم { أن جاءكم ذكر من ربكم على } يدي { رجل منكم } ولو كان جاء الذكر على من هو من غير جوهركم كان في ذلك لبس واشتباه عليكم .

وقوله تعالى : { لينذركم } عذاب الله { ولتتّقوا } معاصيه { ولعلكم ترحمون } إن اتقيتم ما نهيتكم عنه ، أو كان في قومه من يجوز أن يرحم .


[8533]:في الأصل وم: تعجبون.
[8534]:في الأصل وم: هذا.
[8535]:في الأصل وم: وفي.
[8536]:في الأصل وم: في المرسل تفضيلهم.